سارة التميمي

أخصائية نفسية


يعتقد بعض أرباب الأسر أن بعض التصرفات التي تصدر من قبل الطفل توحي بتعرضه للمس أو السحر أو ما شابه ذلك، حتى لو كان لديه مرض نفسي يحتاج لعلاج نفسي أو سلوكي من قبل الأطباء أو الأخصائيين النفسيين، فأصبح الكثير يلجأ بأطفاله للرقاة الشرعيين، معتقداً أنهم يعالجون كل شيء، فأصبحوا عرضة للاستغلال المادي. وهؤلاء الرقاة أصبحوا منتشرين بشكل لافت للنظر من خلال الأماكن التي يخصصونها للرقية الشرعية من أجل الحصول على المال. وهم يصطادون المرضى الذين يعانون من الأمراض العضوية والنفسية حتى التي لا يتم علاجها بالرقية الشرعية، وإيهام المراجعين ببعض الخلطات بدعوى علاجهم، مع أن كلام الله فيه شفاء، وأن الشفاء بيده سبحانه وتعالى، فهو القادر على كل شيء.. ولكن يجب ألا يستغل كلام الله بهذه الطريقة من أجل الربح المادي.

أصبح الكثير منا يتردد بأطفاله الصغار للقراءة عليهم حتى إذا كان لديهم بعض السلوكيات الخاطئة كالصراخ والعدوانية وغيرها.. بمجرد أن يشاهد الطفل الراقي سواء قام بالرقية عليه أو من خلال مشاهدته لرقية الناس الآخرين فإنه تولد لديه تخيلات عند الكبر ويزعم أنه مصاب بالمس، وهذا أمر خطير له انعكاسات سلبية على شخصية الطفل، فتبدأ لديه تصورات وتخيلات يعتقد من خلالها أنه مصاب بالمس، مما يولد لديه مشكلة نفسية قد تتفاقم مع التقدم في العمر، لذلك فإن بعض السلوكيات أو التصرفات الخاطئة تحتاج لعلاج سلوكي أو نفسي، وإن التردد على الرقاة يجعلهم لقمة سائغة يجني الرقاة من خلالها الأرباح بدعوى تغيير السلوك أو العلاج مما يعانيه الطفل بشكل سريع.