تسبب تعثر مشروع سد وادي "عردة" في الباحة في شكوى الأهالي وإنزعاج المديرية العامة للمياه هناك، حيث أكد المتحدث باسمها محمد الغامدي أن هذا التعثر سبب لإدارته حرجا كبيرا، نظراً لأهمية المشروع لتوفير مياه الشرب للمنطقة. وقال لـ"الوطن": المقاول السابق تعثر في تنفيذ المشروع، وتم سحبه منه وترسيته على مقاول آخر بعقد مدته 24 شهرا بدأ من محرم 1434، والعمل يسير بشكل جيد بنسبة تجاوزت (60%). وهو مشروع تعول عليه المديرية كثيرا، إلى جانب بقية المشاريع الشاملة التي تعتبر مصادر طبيعية للمياه بالمنطقة. وتبلغ سعته التخزينية أكثر من 68 مليون متر مكعب بطول 365 مترا وارتفاع 70 مترا، وبتكلفة تتجاوز 134 مليون ريال.
يأتي هذا وسط مطالبة أهالي المنطقة بسرعة إيصال المياه المحلاة عن طريق الطائف، والتي باتت حلم الأهالي، ومن بينهم محمد الزهراني الذي قال: لم نجد سوى الوعود من مسؤولي المياه والحفريات التي أعاقت الطرق السريعة، وحصدت الأرواح، إضافة إلى كثرة التحويلات وتأخر المشاريع. بدوره طالب أحمد الغامدي بإنشاء محطة تحلية للمياه لخدمة الأهالي، خصوصا مع التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة وحركة النمو، فيما طالب عدد من الأهالي، ومنهم صقر الزهراني وطلال الغامدي بالعمل على إنهاء مشروع سد وادي عردة الذي يعتبر من أكبر السدود بالمنطقة بين الباحة والطائف، والذي سيساهم في نقل المياه وتوفيرها بكميات كبيرة.
وفي المقابل قالت المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة على لسان متحدثها الغامدي إن مشروع المياه المحلاة بين الباحة والطائف يسير بوتيرة عالية "ونتطلع للانتهاء من المرحلة الأولى، والتغلب على المعوقات والتحديات التي اعترضت سير العمل". وأوضح في حديثه إلى "الوطن" أن "نتائج الاجتماع التنسيقي الثاني لفريق عمل الخط الناقل الذي عقد بمتابعة وزير المياه والكهرباء بمقر المديرية منتصف الشهر الماضي، تمخضت عن اعتماد آلية تشغيل الخط الناقل وصيانته واعتماد آلية تغذية محطة عردة بالكهرباء اللازمة لتشغيل المشروع. ويمكننا القول إن المديرية جاهزة لاستقبال كميات المياه التي سترد من التحلية لضخها في شبكات المياه المنفذة حديثاً بمحافظات المنطقة المستفيدة. وأنوه هنا بالدور الكبير والاهتمام الذي يوليه أمير منطقة الباحة، الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، بمشاريع المياه المختلفة، وخصوصاً مشروع الخط الناقل لمياه التحلية من الطائف إلى الباحة.. هذا الاهتمام الذي نعتبره عوناً لنا في عملنا بقطاع المياه. والشكر موصول للزملاء في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على الجهود الجبارة المبذولة لتنفيذ المشروع".
أما بخصوص إنشاء محطة لتحلية المياه بالمنطقة فأشار المدير العام للمياه بالمنطقة المهندس محمد بن منصور آل عضيد في تصريح لـ "الوطن" إلى أنه "توجد مطالبات مستمرة باعتماد محطة تحلية لخدمة سراة وتهامة الباحة. ونحن بدورنا في مديرية المياه نؤيد هذا المطلب بتنفيذ محطة تحلية تخدم محافظات ومراكز الساحل وتهامة الباحة، وبموجبها يتم الربط المائي بين مناطق مكة المكرمة والباحة وعسير، خاصة مع التوسع العمراني وزيادة النمو السكاني وزيادة الطلب على المياه ومحدودية مصادر المياه الطبيعية التي تعتمد على مياه الأمطار. وقد تقدمت الوكالة اليابانية (جايكا ) بدراستها لوزارة المياه بخصوص محطة تحلية في رأس محسين، مشيرا إلى أنه في المقابل هناك مشروع لجلب مياه التحلية من الشعيبة إلى الباحة ـ المرحلة الثالثة ـ عن طريق الطائف، وهو تحت التنفيذ لتوفير المياه لسراة الباحة.