يتوقع المراقبون أن استخدام الوقود الحيوي سوف يزداد في بريطانيا بشكل هام على الرغم من وجود قلق كبير حول مسألة الاستدامة. ويقول تقرير نشرته مؤسسة "تشاتهام هاوس" البريطانية للأبحاث إن السنة المالية الحالية (2013/2014) ستشهد زيادة في استخدام الوقود الحيوي في بريطانيا بنسبة 5% من حجم استهلاك وسائل المواصلات.. وهي أكبر زيادة على الإطلاق. وكانت دراسة سابقة نشرتها الحكومة البريطانية قد أوصت بألا يتجاوز استخدام الوقود الحيوي هذا المستوى، إلا إذا تم التعامل مع قضايا هامة تتعلق بإمكانية استدامة هذا النوع من الوقود وإيجاد حلول لها، لكن دراسة تشاتهام هاوس تقول إن الأهداف التي يضعها الاتحاد الأوروبي لعام 2020 ستشهد زيادة تتجاوز أضعاف هذه النسبة في استهلاك الوقود الحيوي.
ويشير التقرير إلى أن المقاييس الحالية لا تضمن استدامة الوقود الحيوي، وأن استخدام الوقود الحيوي الزراعي يزيد معدل أسعار المواد الغذائية، وسيكون لذلك أثر بالغ على الأمن الغذائي للدول المستوردة للمواد الغذائية ولا يتمتع سكانها بدخل مرتفع. كما أن استخدام الوقود الحيوي الزراعي سيدفع بشكل غير مباشر باتجاه توسيع الزراعة إلى مناطق ذات مخزون عال من الكربون مثل الغابات المطرية، مما ينتج عنه تغيير غير مباشر في استعمال الأرض، والتي قد تكون الانبعاثات منها أكثر مما يستطيع الوقود الحيوي أن يوفره من الغازات الدفيئة.
أما الوقود الحيوي الذي يتم إنتاجه من النفايات وزيت الطبخ المستعمل أو الشحم الحيواني فهو يوفِّر أفضل ميزات الاستدامة؛ لكن مخاطر الانبعاثات غير المباشرة تزيد مع ارتفاع مستويات الاستخدام. في غياب ضمانات السلامة، فإن زيادة استخدام الوقود الحيوي في بريطانيا يمكن أن تكون لها نتائج بيئية واجتماعية سيئة خارج الحدود البريطانية. وليس من الواضح حتى الآن فيما إذا كان هناك توجُّه للتوصل إلى مثل هذه الضمانات على مستوى الاتحاد الأوروبي.
تضيف دراسة تشاتهام هاوس أن الوقود الحيوي ليس وسيلة رخيصة لتقليص الانبعاثات من وسائل المواصلات. يوفِّر الجيل الحالي من الوقود الحيوي وسيلة مرتفعة الثمن لتقليص مثل هذه الانبعاثات. الحد من الانبعاثات الكربونية يكلف حوالي 165-1100 دولار للطن الواحد من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. إن هدف 5% من الوقود الحيوي سيكلف سائقي السيارات في بريطانيا على الأرجح ما يعادل 700 مليون دولار خلال السنة المالية الحالية (2013/2014). وإذا أرادت بريطانيا أن تنفِّذ التزاماتها الأوروبية، فإن التكلفة السنوية للسائقين في بريطانيا سوف ترتفع على الأرجح إلى حوالي ملياري دولار سنوياً بحلول عام 2020.