بوادر الانفراج في أزمة الرابطة مع أعضائها والتي بدأت تلوح في الأفق بعد اجتماع عمومية اتحاد القدم، يجب ألا تخفي نجاحا باهرا حققه تكتل الأندية الأقل إمكانيات في وجه نظيراتها المغرورة، حيث أجبرت هذه الأندية بقيادة الفيصلي والتعاون، الجميع على الاستماع إلى صوتها الذي كثيرا ما غيبته سطوة الحضور الإعلامي والاجتماعي للأندية المعروفة اصطلاحا بالكبيرة، وحتى الرابطة وقبلها هيئة المحترفين واتحادات القدم المتعاقبة، انجرفت وراء تلك السطوة وهمشت أندية تتساوى في حقوقها والتزاماتها مع نظيراتها، حيث الكل كيانات حكومية وإن فضلت بشيء من الحضور الجماهيري أو التاريخ البطولي.
لقد كشفت الأيام الماضية عن مفاهيم خاطئة عبثت ومازالت تعبث بواقع رياضتنا وتخلط الأوراق، وتنظر بشيء من الفوقية لغيرها ولا تفرق بين رابطة (مستقلة) تعدل بين أعضائها، وأخرى مُشكّلة (منهم لا عليهم) تحقق إيراداتها بمجهوداتهم ووجودهم، وبين اتحاد حكومي يصرف على تابعيه ويكون وصيا عليهم ولا يحق لهم مناقشته أو سؤاله عن حقوقهم.
كما فضحت هذه المفاهيم، عقليات كثير من إعلاميي المدرج الذين تعاملوا مع المشكلة بمنطق (فريقنا أكبر من فريقكم). وللأسف أن بعض رؤساء الأندية حاول أن يأخذ القضية إلى اتجاهات ونواح ليس لها علاقه بواقع الاحتجاج الذي لم يكن ماديا البتة، رغم علمهم أنه يتعلق بالاحترام والاعتراف بالكيانات كشركاء وليس تابعين، فمن ذا الذي يقبل على نفسه أن يؤخذ صوته في الأحساء وينسى في الرياض؟!
ومن الذي يقبل على نفسه أن يحتج الآخرون عليه بنظام (غير) موجود أصلا ولم يناقش بعد، ومن ذا الذي يقبل أن يعامله الآخرون كأرنب سباق وصورة تجمل منظر أربعة أو خمسة يريدون السيطره على المشهد والحدث وحتى الكلام؟!
إن ما حدث في الأيام الماضية، يجب أن يعطي درسا بأن الزمن تغير وأن عجلته لا تتوقف عند أحد أيا كان، وأن مساحة الوطن (وشبابه) أكبر من أن تختزل في ناديين في العاصمة ومثلهما في جدة، وأن على الرابطه معاملة أعضائها بمنطق الشريك لا التابع.