هذه الاحتفالية الممتدة قبل وأثناء وبعد اليوم الوطني رفعت الروح المعنوية، أشاعت الطاقة الإيجابية. مظاهر إحياء ذكرى اليوم الوطني الـ83 تخطت التقليدية لتحمل فلسفة تنافسية لرسم البهجة، حتى من القطاع الخاص الذي قدم أفكارا للتهاني مبتكرة.

المخرجات والانطباعات عن هذا اليوم تبرز أهمية ما انتهى إليه رصد ظاهرة التهجم المفتعلة والمنحسرة، بعد فشلها الذريع في شبكات التواصل الافتراضية.

المشهد الوطني جسد ثورة الحب الخضراء، قدمت ربيعا سعوديا خالفت تجلياته التوقعات، لن أعلق على ما تم تناوله وتداوله على أنه سلبيات؛ لأنها ببعض البرامج والمبادرات والقرارات ستتحول إلى ماض، يهمني الاحتفال بما كان روافد للاحتفالية لا بد من رصدها.. هذا العام هو الأقل في الحوادث والمظاهر السلبية، وفيه انحسار للصوت المتشدد المعارض بداع ودون داع.

الناس تحتفل بأبسط الأساليب وبطريقتهم في كل عام، بداية من التلويح بالراية السعودية وليس انتهاء بإعلان الفرح الأخضر في وسائل التواصل، حتى دول شقيقة شاركنا مواطنوها الفرحة، فكانت وسوم الوطن طاغية بصورة تؤكد على أن 80% مما يحدث من افتعال وتأجيج وتركيز على بعض القضايا والسلبيات متعمد، إلى جانب الاختلاق الذي رد عليه المحتفلون أبلغ رد. أبهرتني موجة الحب العاتية التي طغت على مواقع التواصل الاجتماعي وتشارك الناس الاحتفال بالسعودية، وكانت في جانب منها كرنفالا أشبه بالخليجي والعربي، التهاني فيه بيوم السعودية قدمت من المسلمين، والعرب لبعضهم البعض، وليس فقط للسعوديين، كأن هذا الوطن تسكن قطعة من ثراه قلوب الآخرين.

تأسست في مواقع التواصل الاجتماعي صفحات خاصة بالمناسبة وعدد الوسوم التي حملت جملة "اليوم الوطني" تنوعت بحيث يصعب إحصاؤها، اجتذبت آلاف المغردين وسطرت معاني التألق في إعلان حب الوطن. أثناء رصدي شتمني البعض، معرف أو اثنان.. اختلف معي بحدة ثلاثة حسابات تقريبا، شاهدت 80 تغريدة قاتمة سوداوية تتحدث عن السكن والبطالة، وكأن عدم الاحتفال بهذا اليوم سيأتي بها!.

المهم أن الإجمالي القاتم، لا يقارن بطوفان جارف من المودة الطاغية واستشعار حجم الإنجاز والخير اللذين نتميز بهما عن غيرنا. وكل عام والوطن بخير.

من المفاجآت الجميلة توجيه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد وزير الدفاع السعودي، كلمة استثنائية بهذه المناسبة، مما تتيحه مساحة المقالة اقتطف منها: "مشروع الملك عبدالعزيز كان مشروعا عاما وجماعيا لجيل التأسيس السعودي، ليس خاصا بملك أو أمير أو أسرة بعينها، وكان عبدالعزيز قائد هذا المشروع، عكس الخطاب الهجائي الأسود الذي يبثه من يعادي السعودية، أو يجهل تاريخها وحقيقة ما جرى".