بحلقت بكل عينيّ وشفتي وأنفي وأُذُنيّ، وأنا أقرأ في إحدى الجرائد، أن "ويل سميث" هو أغلى ممثل في العالم كله، وأن أجره عن كل فيلم، يُعادل ميزانية بعض الدول الفقيرة.
سرّ البحلقة تلك، أنني أرى أن سميث، ممثلاً عادياً، لولا بشرته السوداء التي تعاطف معها المشاهد الأميركي، ولولا رصيده من الجمهور لما كان مغنيّاً، لما صار إلى ما صار.
هو ممثل جيّد، لكنّه ليس رائعا، ولكنها عجائب هوليود التي لا تنتهي، ما دامت بدأت.
من عجائب هوليود، أن ترتفع أرصدة أحد الممثلين من الأموال والأدوار، لأنه فقط، زوج لممثلة نجمة مثل أنجلينا جولي، رغم أنه ممثل عادي جداً، اسمه "براد بيت".
من عجائب هوليود التي لا تحتاج إلى صندوق عجائب: أن تفشل أفلام كثيرة في شبّاك التذاكر، لممثل عبقري ومجنون وعظيم، مثل توم هانكس، برغم أن أفلامه كلها حازت على الأوسكار، وبرغم أنه ممثل عبقري لا يتكرر في كل تاريخ هوليود، حتى لو كان أجره صغيراً كنملة، بجانب أجر ممثل عادي مثل ويل سميث.
من صندوق عجائب هوليود أيضاً: أنه قد يفوز فيلم سينمائي بجوائز عدة، لأنه فيلم مناهض لدين آخر هو الإسلام، برغم أن الثقافة الأميركية تقول إنها ضد ذلك وهي تكذب.
من عجائب بلاد هوليود وغرائبها: أن فيلماً تافهاً مثل "سبايدر مان" يحصد مئات الملايين من الإيرادات، بينما فيلم إبداعي خُرافي عظيم، كفيلم "فورست قامب"، للعبقري هانكس، يفشل في تحقيق إيرادات تكفي لأجور الممثلين والعمّال في الفيلم.
كل الاحتمالات مفتوحة على أرض هوليود، وهي الأرض التي لا يمكن أن تقرأ لها مستقبلاً مؤكداً، ولا حاضراً مفهوماً، ولا شيء فيها اسمه بدهيّات.
كانت هذه "سيحة بال" هوليوديّة، بلا فنجان.