قليل من الأصحاء جسديا يمتلك تلك الشجاعة الأدبية والأخلاقية التي يمتلكها الشاب شداد السبيعي، الذي ظهر في برنامج: "الثامنة مع داود" فاضحا فساد الإدارة والمسؤولين في مركز التأهيل الشامل في جازان. الآلاف ممن تابع التفاصيل المخزية التي عرضت في البرنامج أعجب بقدرة شداد الرائعة والشجاعة في التعبير عن الظلم الذي لحق بنزلاء مركز التأهيل ووثق بالصور وتم عرضه.

لم يتردد شداد في الظهور، ليقول كلمة الحق ويطالب برفع الظلم ويعري الفساد والقبح وجشع المسؤولين، الذين خانوا الأمانة التي أوكلت لهم بعد أن ائتمنهم كل أب وأم على أولادهم، الذين لا يملكون حولاً ولا قوة ليدفعوا عن أنفسهم الضرر الذي يلحق بهم جسديا ونفسيا لكونهم من ذوي الاحتياجات، ووقعوا في أيدي "المعاقين فكريا وإنسانيا" الذين تعاملوا معهم من خلال مناصبهم بمركز التأهيل بجازان وغيره من المراكز المشابهة بشكل غير إنساني.

أكبرت كثيرا في شداد موقفه الذي لم يتغير بالرغم من تهديدات مدير المركز ونعته له بالمعاق على الهواء. من شاهد البرنامج لا بد أنه لن ينسى نظرة الدهشة والألم التي بدت على وجه شداد، وهو يسمع رئيسه بالمركز وهو يقول عنه إنه "معاق" ولا يؤخذ بكلامه.

بعد أن تم نشر قضية الفساد الإنساني والأخلاقي والمالي في مركز التأهيل في جازان، ما زلنا ننتظر إنصافا وتغييرا حقيقيا للوضع المتردي في مركز التأهيل وحماية الشاب شداد من أية ضغوط وتعسف وقع عليه، فالنتيجة للأسف لم تكن في صالح شداد مثلما هي دائما ضد كل صاحب قضية نزيه عرى الظلم والفساد ثم دفع الثمن غالياً إما وظيفته مصدر رزقه، وإما التعسف في التعامل لدفعه لمغادرة المؤسسة أو المكان الذي يعمل به. وهذا ما حدث بالفعل مع شداد، حيث تم إيقافه عن العمل، ومنعه من دخول المركز، ورفع قضية عليه.

بهذا المشهد الدرامي، يمكن أن نستنتج كيف يتحول الضحية إلى المُدان، وكيف يتحول الحق والمطالب به إلى تهمة يستحق عليها العقاب، بعد أن صمتت وزارة الشؤون تجاه قضية شداد والتي هي قضية كل فرد من ذوي الاحتياجات والاكتفاء بقرار إداري بوقف المدير المسؤول - طبعا بدون عقاب -، وها هي الإدارة الآن توقف شداد تعسفيا بينما لا نزال بانتظار أن يصل صوت نداء شداد.