ارتبطت الأعمال الفنية المتعلقة بحب الوطن بالفن الغنائي، واقتصرت على هذا الفن الجميل، نظرا لسهولة إيصاله إلى المتلقي، حيث بات العلامة الفارقة في أيام الاحتفال بيوم الوطن، فنسمع الأغنيات تباعا في التلفزيونات والإذاعات، وقد أتفق مع معظم المطربين الكبار كمحمد عبده وعبادي الجوهر، وغيرهما ممن يعتقدون أن الغناء للوطن هو الأصدق والأجمل، لكن لماذا يبقى الفنان الآخر ـ وأقصد من يبدع في الدراما أو السينما أو المسرح ـ عاجزا عن المشاركة في عمل سينمائي وطني أو مسلسل يوثق شيئا من تاريخ المملكة؟!
لا أشك أن هناك من الخامات السينمائية من هو قادر على فعل ذلك، وأنهم قادرون على صناعة فيلم بصبغة درامية يحكي قصصا من تاريخ هذا البلد العظيم. هناك من يريد أن تعطى له الفرصة، والدليل على ذلك وجود فنانين وفنانات نشطوا في التعبير عن حب الوطن بكل الوسائل المتاحة، سواء في الفن التشكيلي أو المسرح، أو حتى في الأوبريتات التي تحوي مشاهد تمثيلية.
شاهدنا كثيرا تجارب درامية عربية ناجحة، خلدت تاريخ أوطانها من خلال مسلسلات تلفزيونية، والأمر ذاته لمسناه في أعمال سينمائية كثيرة علقت في الذاكرة، فما المانع من أن نصنع أعمالا كتلك ترسخ في ذاكرتنا كسعوديين؟!
أن تشاهد لقطة سينمائية أو تلفزيونية رائعة يظهر فيها ذلك العلم الأخضر، وتنساب معه في قلب الشاشة ألحان نشيدنا الوطني الجميل، لهو أمر يدعو للفخر، وأمر قد يقود صناع السينما السعودية إلى إنتاج فيلم، بل أفلام نفتخر بها لاحقا، وتعرض على كافة الأجيال في أيام الاحتفاء بالوطن، أو على الأقل نشاهدها على شاشة التلفزيون السعودي الذي أتمنى أن يشارك في إنتاج فيلم أو مسلسل من هذا النوع، أو أن يتحفنا أحد المنتجين بمفاجأة بعيدة عن التهريج المعتاد والقوالب المضحكة التي لا نراها إلا كل 11 شهرا!!
فيلم واحد عن تاريخ الوطن، يغني عن مئات الكتب.. فهل نشاهده ذات يوم وطني؟