لا نقول جديدا حين نتحدث عن حرص خادم الحرمين الشريفين بالتنمية الثقافية في أوسع نطاقاتها ابتداء من الكتابة وانتهاء ببناء المؤسسات الثقافية على المستويات المحلية والعربية والدولية.
هذا ما قاله رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله بن عويلق السلمي، بعد أن أدى النادي واجبه في واحد من أعرق المنتديات الثقافية بجدة، حيث تكللت جهودهم بنجاح كبير لملتقى قراءة النص بحضور مثقفين وأكاديميين عرب. وأضاف الدكتور السلمي: إن الكرم الذي يتسم به خادم الحرمين الشريفين في الإنفاق على الثقافة أدى إلى تأسيس مشاريع ثقافية كبيرة، بعضها تم اعتماده وبعضها في طور التخطيط والتنفيذ. ليست كلمات الدكتور السلمي سوى تعبير عن طبيعة ما يعيشه المثقف السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين، وهو يلمس كل هذه الإنجازات الكبيرة التي انبثقت من حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم التنمية الثقافية والإنفاق عليها بسخاء.
10 ملايين بعثت الحياة في ناد أدبي
لم تفاجئ المنحة الملكية التي قررها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتاريخ 20 /3 /1432، بقيمة 10ملايين ريال لكل ناد أدبي، لم تفاجئ العديد من المثقفين السعوديين، فقد كان الدكتور عبدالمحسن القحطاني على رأس نادي جدة الأدبي حين جاء الخبر، وقال الدكتور القحطاني لـ"الوطن": لم تكن مفاجأة بقدر ما كانت متوقعة أما لماذا فيجيب الدكتور القحطاني: نحن نعرف خادم الحرمين الشريفين جيدا فمنذ أن كان وليا للعهد وهو يرفد الثقافة بالدعم، ويشملها برعايته ولدينا فكرة جيدة عن اهتمامه بالثقافة، فهو من أسس المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وكلف بهذا المهرجان الذي تحول إلى مهرجان دولي، كلف الحرس الوطني برعايته وتنفيذه، وهذا له معنى لكون مؤسسة عسكرية ترعى مهرجانا ثقافيا يعني أن خادم الحرمين الشريفين يتطلع نحو المستقبل في جعل مؤسسة عسكرية جزءا منها ذا طابع ثقافي وهذه ليست مجرد فكرة تنفذ ولكنها مشروع له أفق إنساني.
إنجازات كبيرة
من الصعب حصر المشاريع الثقافية التي دعمها أو وقف وراءها خادم الحرمين الشريفين، هذا ما يقوله رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد، فالملك حفظه الله كان وراء مشاريع كثيرة أذكر منها مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام وهذا مشروع له أهميته لكونه يعمل على تنشئة جيل متمكن من المعرفة، حيث يتضمن تجهيز المدارس بالمكتبات واستحداث فصول للقراءة الحرة وهذه خطوة مهمة واستراتيجية ستعطي نتائج كبيرة في المستقبل، طبعا من المؤكد أن مشروع مركز الملك عبدالله للحوار الوطني هو مشروع فكري ثقافي، وهذا أيضا مشروع على قدر كبير من الأهمية، فهو يفتح باب الحوار بين أبناء الوطن الواحد، لكن خادم الحرمين الشريفين كان يتطلع إلى أبعد من ذلك حين توسع بمشروع الحوار نحو أفق عالمي، حيث تم تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العاصمة النمساوية فيينا.
إذا تحدثنا عن المشروعات فلن يفوتنا مشروعان كبيران أحدهما جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، وجائزة الملك عبدالله العالمية للتراث والثقافة، وكل منهما بقيمة مليون ريال سعودي، وهذه جائزة مهمة، ويجب أن نلاحظ أن معظم الجوائز ذات صبغة عالمية، وهو ما يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين من خلال توصياته في خطبه العديدة بأننا رسل حضارة وسلام.
تشجيع غير عادي
يذكر رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله بن عويلق السلمي، أن المؤسسات الثقافية تحتاج إلى المال، فالعمل المؤسساتي يعتبر المال كالماء للحياة، وكانت منحة خادم الحرمين بقيمة 10 ملايين ريال للنادي بمثابة سقاية شجرة المعرفة، وقد لمسنا ذلك حين بدأت الأفكار تتبلور في مشروعات جديدة هدفها نشر الثقافة، فقد وفر لنا حفظه الله ما يمكن أن ننجز به ونقدمه للمجتمع، لقد وفر لنا الفرصة وعلى عاتقنا يقع استثمارها، فكأنه حفظه الله يدفعنا إلى العمل.
وهذا يؤكده الجعيد في قوله حين يقول، وجدنا أمامنا كل الإمكانات للقيام بعمل ثقافي كبير، وهذا بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين، لا تنقصنا الأفكار ولا تنقصنا العزيمة، ولكني أعتقد ان أحلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر من تطلعاتنا، لذلك نعمل بكل همة لتحيق هذه التطلعات.