جدة، الدمام، الرياض: سامية العيسى، نجلاء الحربي، علياء الهاجري، عبير العمودي، وفاء أحمد ‏

في الذكرى الثامنة للبيعة يشرق تولي خادم ‏الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم بمزيد من ‏الطموحات للخطوات التي نالتها المرأة في ‏عصره - حفظه الله - وعلى جميع الأصعدة ثمنت ‏المرأة جهود خادم الحرمين في جميع المجالات ‏الاجتماعية والصناعية والتعليمية والأمنية، ‏حيث ارتقت المرأة مناصب عليا لم تكن ضمن ‏الأماني التي تتوقعها، استطاعت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين أن تحقق مكانة كبيرة في العديد من المجالات، بجانب مشاركتها في التنمية بمختلف جوانبها ومستوياتها.

وكان قرار دخول المرأة مجلس الشورى والمجالس البلدية فرصة ذهبية لها لتتمكن من خلالها أن تكون صوتا لجميع النساء وتعبر عن قضايا المرأة وتطالب بحقوقها.



تحول جوهري

وتقول عضو مجلس الشورى الدكتورة هيا عبدالعزيز المنيع في حديثها إلى "الوطن" إن المرأة السعودية اليوم تعيش أزهى أيامها فهي تستعيد كيانها وحقوقها التي غابت في دهاليز الأنظمة الحكومية المختبئة خلف أبواب العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية ووصولها لأعلى المراتب في التعليم العام والعالي فرصة لها لتؤكد أن المرأة قادرة، وإن هي أعطيت الفرصة والصلاحية أنجزت وقدمت الكثير لوطنها. وأضافت الدكتورة المنيع أن دخول المرأة في مجلس الشورى عمليا كعضو كامل العضوية لها حق التصويت ولها حق التشريع باقتراح نظم أو قوانين جديدة أو تعديل القائم منها يمثل عمق التمكين لها في هذه المرحلة، كما أن الأيام القادمة وبقرار من خادم الحرمين الشريفين أيضا ستدخل المرأة الانتخابات البلدية لنرى جميعا ما ستعلنه صناديق الاقتراع من رأي المجتمع في نسائه وتوقعاتهم منها، كل ذلك وغيره يمثل تحول جوهري في صالح تمكين المرأة لتقوم بدورها التنموي عبر أكثر من بوابة. ولا يعني ما تحقق اكتفاءنا بل نحن نريد المزيد وتستحق المرأة السعودية ذلك وأكثر، فالمرأة اليوم تسجل حضورها الفاعل في القطاع العام والقطاع الأهلي بقوة متخطية الكثير من المعوقات الاجتماعية والثقافية والإدارية وما تم توظيفه من النساء في السنتين الأخيرتين يفوق في عدده العشرين سنة الماضية فالإحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة العمل تؤكد أن توظيف المرأة أخذ مساحته الطبيعية مما يثري البرنامج التنموي ويحقق المساواة بين الرجل والمرأة بمفهومها السليم والمتفق مع الشريعة الإسلامية. وتابعت الدكتورة المنيع القول إن الإرادة السياسية بعد مشيئة الله تصنع الفارق النوعي في الحراك التنموي والتغيير الاجتماعي، وقد أتى تعليم المرأة ثماره وكان نقطة الانطلاق ودخولها مجلس الشورى وانتخابات المجالس البلدية خطوة ضمن قرارات تمكين المرأة ومشاركتها في صناعة القرار. وتابعت: بقدر ما نشكر خادم الحرمين الشريفين ونجدد له البيعة ننتظر المزيد والمزيد لصالح مجتمعنا عموما فتقدم المرأة هو في نتائجه تقدم للأمة جمعاء.



إنجازات كبرى

أما عضو مجلس ‏الشورى والمشرفة على كرسي أبحاث المرأة ‏بجامعة الملك سعود الدكتورة نورة بنت عبدالله ‏بن عدوان فأكدت أن المملكة في عهد خادم الحرمين ‏الشريفين تعيش إنجازات كبرى في ‏جميع القطاعات العلمية، وخير شاهد ما واكبه من ‏نهضة وتوجيهاته نحو التعليم العالي ‏للبنات واستنهاض الهمم نحو مشروعات ‏كبيرة في كل من جامعة الملك سعود وجامعة ‏الأميرة نورة وجامعة الإمام، ويتمثل هذا في ‏توفير البنية الأساسية وتيسير كافة التجهيزات، ‏ودعم هذا العون الذي يوليه الملك عبدالله للمرأة إثباتها لكفاءتها وتميزها ‏علميا، حيث برزت نساء فضليات في كافة ‏المستويات العلمية، والبعض منهن تم تكريمه ‏على يديه، وكان لذلك أثر مباشر ‏في تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي، ‏والكرسي البحثي في مختلف المجالات والعلوم ‏لتعود الفائدة على الوطن. ويأتي هذا النجاح بالتعاون ‏المثمر وبروز عدد من الشراكات البحثية في ‏مختلف المجالات. وأضافت أن عدد الكراسي البحثية في ‏جامعة الملك سعود وصل إلى 130 كرسيا منها ستة ‏كراسي تشرف عليها عضوات من هيئة ‏التدريس ويأتي في مقدمتها كرسي الراجحي ‏لأبحاث المرأة السعودية وتنمية دورها في ‏المجتمع والذي أسس في 1429. ويعد ‏أول كرسي أبحاث يعنى بقضايا المرأة السعودية‏، ويهدف إلى تنمية دورها تشريعيا واجتماعيا ‏واقتصاديا، وأثمرت جهود القائمين عليه خروج العديد من الإنجازات والأبحاث ‏والدراسات العلمية وغيرها في مجال التدريب ‏والاستشارات العلمية ومجال التدريب، وتنبثق ‏من خلاله عدة مشاركات لعدد من المراكز ‏العلمية ومنظمات المجتمع المدني.



احترام التقاليد

وأكدت عضو مجلس الشورى هدى بنت عبدالرحمن بن صالح الحليسي أن التقدم الذي شهدته المملكة خلال السنوات السبع الأخيرة بفضل قرارات خادم الحرمين الشريفين ونظرته الحكيمة والمتقدمة للمجتمع كان للمرأة نصيب وافر منه، وبالطبع كان أبرز قراراته هو دخول المرأة مجلس الشورى بما فتح المجال أمامها لإطلاق أفكارها الرائدة فعليا.

وأوضحت أن الجميع لن ينسى دعم خادم الحرمين الشريفين لتوظيف المرأة وإتاحة الفرصة لها لتلعب دورا مهما في بناء مجتمعها على حسب اللوائح والدين، مشيرة إلى عدم وجود ما يمنع المرأة من العمل والتعلم والوصول إلى مراحل متقدمة في ظل احترام التقاليد والدين وقدراتها العقلية لتصبح شريكة لأخيها الرجل في جميع النواحي كمجلس الشورى أو الوظائف الخاصة أو العامة.



قائد حكيم

وجددت عضو مجلس الشورى الدكتورة فدوى بنت سلامة بن عودة أبو مريفة مراسم الولاء والطاعة لخادم الحرمين الشريفين كواحدة من أوائل الدفعة اللاتي شرفها بالأمر الملكي بانضمامها للمجلس في دورته الثالثة، فاتحا بذلك بوابة المشاركة السياسية أمام المرأة السعودية إيمانا منه بما لديها من قدرات وإمكانات، وهو الأمر الذي سيكون له دور إيجابي في مسيرة المرأة في المملكة. وتابعت: هذا اليوم المبارك تتجدد فيه ذكرى غالية وعزيزة على أبناء الوطن وهي ذكرى العطاء والخير والنماء والرخاء لتجديد العهد لقائد وضع مصلحة المواطن نصب عينيه وجعله محور اهتمامه وهمومه، ونتذكر جميع مبادراته وقراراته التاريخية التي كان لها الأثر الإيجابي على مستوى الوطن والعالم بأسره. ‏



شريك التنمية

وترى المذيعة ومعدة البرامج في ‏فضائية "إم بي سي" مها شلبي أن إنجازات خادم ‏الحرمين أشرقت لتنير مسيرة المرأة وفي عهده ‏تستحق المرأة الفخر بجدارة بما حققته من ‏خطوات كانت تشبه حلما. وتقول لقد حظيت ‏المرأة باهتمام الملك عبدالله وتعزز دورها علميا وعمليا حتى ‏استطاعت أن ترتقي لمكانه علمية زادتها تقدما ‏وعطاء وسنحت لها الفرصة لإثبات قدرتها على ‏تولي المناصب المختلفة حتى باتت تقود ‏المناصب التي كانت تقتصر على الرجال ‏وأثبتت كفاءتها وتولت الإعلامية مناصب ‏بالقطاعات الإعلامية والصحفية وفق ضوابط ‏الشريعة السمحة وظهرت الإعلاميات ‏في البرامج الهادفة والجاذبة للمجتمع، ودعمت ‏المرأة مجتمعها في جميع المحافل، حيث باتت ‏مشاركتها على كافة الأصعدة وكان آخرها ‏حصولها على 30 مقعدا في مجلس الشورى، ‏وتأتي هذه الخطوة لتدعم وجودها وأحقيتها في ‏عضوية المجالس البلدية‎ ‎وفي ظل هذا أثبتت المرأة السعودية على مر السنين قدرة علمية ‏ومهنية واجتماعية وكفاءة عالية تضاهي ‏مثيلاتها في العالم، فلا أحد يستطيع وبكل ‏صراحة أن يتحدث عن التطور الشامل الذي ‏تشهده المملكة العربية السعودية ويقول إن المرأة ‏بمعزل عن هذه التنمية في ‏ظل التحفيز الذي تكفله العادات والتقاليد ‏الاجتماعية التي كفلتها لنا شريعتنا الإسلامية.‏



إزالة ‏‎جميع المعوقات

وتقول الإعلامية ومقدمة البرامج ‏نشوى السكري: حينما نتحدث عن خادم الحرمين ‏الشريفين تتجلى الصور العظيمة للأب الحاني، ‏فهو الأب الذي أولى رعايته الكريمة لبنات ‏الوطن إدراكا منه أن المسيرة لن تكتمل ‏أركانه إلا بمشاركة المرأة ودعمها ‎فحرص على إزالة ‏‎جميع المعوقات‎ ‎من ‏أمامها والاعتماد عليها كإحدى الركائز ‏الأساسية للتقدم الذي تسعى إليه ‏المملكة ‎وانطلاقا من هذه الرؤية ‏الحكيمة ساهمت رؤيا الملك العظيم في ‏دخول المرأة مجلس الشورى كعضوة لها ‏اعتبارها وكيانها وممثلة عن بنات ‏وطنها لإيصال صوت المرأة السعودية ‏ومشاركتها في صناعة القرار‎. وشاهدنا المرأة تتقلد مناصب لم تكن متاحة من ‏قبل وتحظى بكل أنواع الدعم لتثبت قدرتها ‏وكفاءتها، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا ‏تحصى ويبقى فتح المجال أمام المبتعثات إلى ‏الخارج كواحد من أهم القرارات التي تؤكد النظرة ‏الثاقبة لخادم الخادم الحرمين ودعمه لبناته ‏وحرصه على أن يكن سواعد فتية تبني وتطور ‏جنبا إلى جنب مع الرجل. ‏

‏

نهضة في كل المجالات

وتصف سيدة الأعمال والعقارية ازدهار ‏باتوبارة ملك الإنسانية بالأب الرحيم، وتؤكد ‏أن لهذه الذكرى المميزة طابعا خاصا أعطى ‏للشعب السعودي عامة وللمرأة خاصة إحساسا ‏راسخا بالأمان والنهضة في كل المجالات. وبرز ‏هذا خاصة في قطاع التعليم ونالت المرأة قدرها ‏بتمكينهـا من الابتعاث والمشاركة في المسابقات ‏العالمية بما جعلها تظهر إمكاناتها وموهبتها ‏والتي بات العالم يتحدث عنها على جميع ‏المستويات، وفي قطاع التجارة رسخت المرأة ‏قيمتها المنقطعة النظير حيث باتت تساهم في ‏التجارة والتنمية بدورها القيـادي الذي منحها إياه خادم الحرمين ‏الشريفين حيث أنشأت المصانع والمشاريع ‏التنموية وساهمت الأيدي السعودية الناعمة في ‏إنتاج الكثير من احتياجات المجتمع من العطور ‏والأدوية وعملت المرأة المحامية جاهدة لإبراز ‏حقها في الترافع عن شقيقتها المرأة.‏