منح صدور الأوامر الملكية المتعلقة بإنشاء 3 هيئات تنظم الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في السعودية الصلاحيات الكافية للهيئات الجديدة بأن تأخذ أدوارها الإعلامية، ناهيك عن تفرغ وزارة الثقافة والإعلام لعملها في السلطة التشريعية الإعلامية في البلاد.

وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أوامر ملكية تقضي بتسمية رؤساء للهيئات الجديدة الإعلامية، وهي هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتنظيم وكالة الأنباء السعودية، وهيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع.

والمراقب الإعلامي يصف تلك الخطوة بالمتقدمة التي تضع الإعلام المحلي على أول الطريق الصحيح من أجل القيام بواجباته على النحو المطلوب، عطفاً عن التطوير من الكوادر الوطنية، وجلب رؤوس الأموال الإعلامية لداخل البلاد.

وزارة الإعلام رأت تلك الخطوة داعمة لكل ما فيه تطوير العمل الإعلامي في المملكة بكافة قطاعاته، وذلك بتحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى هيئتين تتمتعان بالشخصية الاعتبارية المستقلة والاستقلال المالي والإداري، إضافة إلى إنشاء هيئة جديدة للإعلام المرئي والمسموع.

وكيل الوزارة المساعد للتخطيط والدراسات، المشرف العام على تقنية المعلومات والإعلام الجديد في وزارة الثقافة والإعلام، المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبدالعزيز الملحم، اعتبر أن القطاع الإعلامي أخذ نصيبا كبيرا في اهتمام الدولة هذا العام، عبر إقرار تنظيمات ثلاث هيئات إعلامية، الأمر الذي يساهم في مزيد من التطوير والانفتاح الإعلامي. وأشار الملحم خلال حديثه لـ"الوطن" إلى أن القطاع الثقافي أخذ نصيبه الكامل من اهتمامات خادم الحرمين الشريفين هذا العام، الذي اعتبر أخذ نصيبه هو الآخر من التطوير ويصبح قطاعا ينمو ويزدهر. وخالف الدكتور الملحم آراء الخبراء في الوسط الإعلامي بأن عمل الهيئات سيحرر العمل الإعلامي من البيروقراطية الحكومية، بقراءة إنشاء الهيئات الإعلامية الـ3 الجديدة من زاوية أخرى، باعتبار أن فصل السلطة التنفيذية عن التشريعية في العمل الإعلامي هو لب إقرار إنشاء الهيئات الجديدة، ومنحها كافة الاستقلال المالي والإداري يدفعها للنهوض بالعمل الإعلامي في المملكة. وأضاف" أنا أرى أن الحكومة أولت هذا العام اهتماما كبيرا في المجالات الإعلامية، ونطمح أن نرى مسيرة متطورة ترتقي بروح العصر الإعلام، وكذلك تساعد على بناء الفرد السعودي". وألمح الناطق بلسان وزارة الثقافة والإعلام إلى أن التخصص النوعي سيكون على رأس الأولويات في عمل الهيئات الجديد، مشيراً إلى أن تكون هناك تخصصات إعلامية تساهم في تطوير المحتوى الإعلامي. وأشار الدكتور الملحم إلى أن قرار إنشاء الهيئة نابع من تخفيف الأعباء الإدارية على الوزارة، إذ كانت تعمل بعدد من السلطات التنظيمية، أما في الوقت الراهن فإن الدور التنفيذي تقوم به الهيئتان في الوقت الراهن.

وأبان أن التنوع الإعلامي سيطور حقل السوق الإعلامي بشكل كبير، إذ يساهم تعدد السلطات في فصل التشريع عن التنفيذ، معتبراً أن هذا التغير ظاهرة صحية تمكن الجسم الإعلامي من العمل بمنظومة متكاملة، عطفاً عن إيجاد صناعة إعلامية حقيقية.

وحول الاستحقاقات المقبلة للهيئات، أفاد الملحم بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون انطلقت في أعمالها وقائمة بعملها على النحو المطلوب، إلا أنه اعتبر أن التحدي المقبل هو القيام بعمل تنظيم هيئة الإعلام المرئي والمسموع، مؤكداً أن هيئة وكالة الأنباء السعودية تسير في عملها وستنخرط في التنظيم الجديد. ولفت الملحم إلى أن التحديات التي تواجه وكالة الأنباء السعودية العمل على تطوير الخبر وصناعة الأخبار وإيصالها وتغليفها بالأطر المناسبة، على أن يشمل هذا التطوير استخدام التقنيات الحديثة وإدخال البث المرئي.

وحول ملف المتحدثين، الذي أخذ هو الآخر نصيبه في الوسط الإعلامي هذا الأسبوع، أكد الدكتور عبد العزيز الملحم أن ملف الناطقين الإعلاميين أخذ هو الآخر نصيبه عبر إنشاء منظومة إعلامية إلكترونية، مشدداًَ على أن على الناطقين الإعلاميين التحدث بالشكل المناسب، ومراعاتهم للجانب المهني. وكشف الملحم أن عدد المتحدثين الرسميين المسجلين لدى الوزارة يبلغ 150 متحدثا، مشيراً إلى أن الوزارة تنتظر انطلاق المنظومة الإلكترونية الجديدة التي تكفل تواصلا بين المتحدثين الرسميين والصحفيين بطريقة آمنة ومثبتة لا تقبل التشكيك في المحتوى الإعلامي.

يذكر أن مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون أقر تشكيل لجنتين، إحداهما فنية تتعلق بوضع الاستراتيجيات الإعلامية واللوائح الفنية لأنشطة الهيئة، واللجنة الأخرى تنفيذية تهتم بمراجعة الميزانيات والمشاريع والتقارير السنوية، عطفاً عن تكليف أحد بيوت الخبرة بإعدادها ووضع لوائحها التنفيذية، كما تشمل الانطلاقة تدشين الهوية الجديدة للقنوات والفواصل والتنويهات والعمليات الإبداعية في الإذاعة والتلفزيون.

ومن أبزر تنظيمات هيئة الإذاعة والتلفزيون، تمتعها بالشخصية الاعتبارية المستقلة والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام، ويكون مقرها الرئيس مدينة الرياض، وتهدف إلى إيصال رسالة المملكة إلى جميع مناطقها وإلى أنحاء العالم بالكلمة والصورة باستخدام أحدث وسائل التقنية، مراعية في ذلك السياسات العامة للدولة، وتنمية القيم المستمدة من الشريعة الإسلامية وإبرازها، وإرساء القواعد والقيم الأخلاقية والروحية، وتعميق الوحدة الوطنية، والارتقاء بالخدمات الإذاعية والتلفزيونية، والإسهام في نشر التراث الوطني والإسلامي والإنساني، على أن يكون للهيئة مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة والإعلام، وتمتعها بميزانية سنوية مستقلة تصدر بمرسوم ملكي وفقاً لترتيبات إصدار الميزانية العامة للدولة.

ومن أبرز ملامح تنظيم وكالة الأنباء السعودية تمتعها بالشخصية الاعتبارية المستقلة، والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام، ويكون مقرها الرئيس مدينة الرياض، على أن تهدف إلى تغطية الأحداث والقضايا والنشاطات المختلفة ومتابعتها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والإسهام في تعزيز المهنية الإعلامية والصحفية في المملكة، ومواكبة التطورات والمتغيرات المهنية والتقنية في مجال اختصاصاتها. وتتمتع بميزانية سنوية مستقلة تصدر بمرسوم ملكي وفقاً لترتيبات إصدار الميزانية العامة للدولة.

ومن أبرز ملامح تنظيم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، تمتعها بالشخصية الاعتبارية المستقلة، والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الثقافة والإعلام، وتكون لها ميزانية سنوية مستقلة، وتهدف إلى تنظيم نشاط البث الإعلامي المرئي والمسموع وتطويره، ومراقبة محتواه، وفقاً للسياسة الإعلامية للمملكة. وتكون الجهة المسؤولة عن شؤون البث والمحتوى الإعلامي المرئي والمسموع وفقاً للأنظمة ذات العلاقة، ولها في سبيل ذلك إدارة عملية التراخيص لجميع أنشطة البث والمحتوى الإعلامي المرئي والمسموع، وإصدارها ومراقبة جميع مقدمي خدمات البث والمحتوى الإعلامي المرئي والمسموع، للتأكد من تقيدهم بالأنظمة وتنفيذ شروط وأحكام التراخيص الصادرة لهم، وتلقي الشكاوى المتعلقة بالبث والمحتوى الإعلامي المرئي والمسموع والتحقيق فيها.