صدرت المجموعة القصصية الجديدة للكاتب السوري محمد الدغيم، بعنوان (عشاق بين الحب والحرب) عن دار "سندباد" للنشر والتوزيع بالقاهرة صمم غلاف المجموعة الفنان أحمد طه.
ضمت المجموعة ست عشرة قصة قصيرة هي: ماما ـ رجل الجبل ـ الطلقة الأخيرة ـ الاجتياح ـ حماة الديار ـ زواج ميتة ـ محاضرة جامعية ـ عشاق بين الحب والحرب ـ ومن الحب ما قتل ـ نقطة وثلاثة أعوام ـ وداعا أمي ـ في بيتنا دجاجة ـ الشمس تشرق من جديد ـ حكاية وطن ـ نقطة تفتيش ـ دبلوماسي في ذمة الله.
وعلى الغلاف الأخير نشر مشهدا من قصة (ماما) كنموذج من قصص الكتاب: لم أرها منذ سنوات طويلة، وحين واجهتها صدفة في ذلك اليوم تمشي في أحد الشوارع، انتهزت فرصة خلو الشارع من المارة وسلمت عليها، ابتسمت لي وابتسمت لها، رأيت ابتسامة دامية تنزف من شفتيها، وأظن أنها رأت في ابتسامتي جرحا لم يلتئم منذ زمن طويل، كان بين يديها طفل صغير ظننته أخاها أو أحد أقاربها، اقتربت منه لأداعبه وأقبله، لكنه أشاح بيديه عن وجهي ودفن رأسه في صدرها وهو يبكي ويتأتئ بكلمة "ماما... ماما".
تراجعت خطوة إلى الوراء، ونظرت إليها نظرات استغراب ودهشة، كانت صدمة بالنسبة لي، لم أتوقع أن يكون هذا الطفل ابنها، دفنت عيني في الأرض وأدرت ظهري لها، وابتعدت مسرعا وأنا أتذكر اليوم الذي طلقتها فيه منذ خمس سنوات حين عجزت أن تنجب لي طفلا واحدا، أتذكر حينها أني صرخت في وجهها وطلقتها بعد أن أخبرتني أنها سليمة ولا تعاني من أية مشكلة طبية، وطلبت مني أن أذهب للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. في لحظتها قتلتها برصاص عنادي وحماقتي وأنا أؤكد لها بأني سليم وبأني رجل!!