يرجح أن تصدر محكمة أميركية في مانهاتن غدا حكمها ضد الإيراني منصور أربابيسار المتهم في مؤامرة محاولة اغتيال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير، بعدما طالب الادعاء العام أول من أمس بحبسه لمدة 25 عاما. كما يتوقع كثيرون أن يفتح الحكم الباب نحو إعادة بحث قضية الصلة بين تهريب المخدرات والمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، ويسلط الضوء على شبكات تهريب المخدرات التابعة لكل من حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني في أميركا الجنوبية.
وكان أربابيسار اعترف في أكتوبر الماضي في تهمتي التآمر لاستئجار قتلة من أميركا الجنوبية كان على صلة بهم في عمليات تهريب للمخدرات من شرق المتوسط إلى أميركا الجنوبية ومنها للولايات المتحدة. وقال الادعاء إن الجريمة تم تدبيرها بواسطة عسكريين إيرانيين من الحرس الثوري وأن المتهم كان يعمل لحساب أولئك العسكريين.
واستطرد المدعي العام بالقول إن أرباسيار أخبر قوات إنفاذ القانون بعيد إصدار مذكرة اعتقاله أنه طلب مليون دولار لتورطه في الخلية، إضافة إلى 25 ألف دولار قدمها لجناح قوات القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفقا لمحطة "أيه بي سي" نيوز الأميركية الإخبارية.
وأضاف أن المتهم كان يدرك أن محاولة اغتيال السفير السعودي في مطعم يتردد عليه يمكن أن تسفر عن مقتل عشرات المدنيين من رواد المطعم الآخرين وأنه لم يتردد على الرغم من ذلك في الاتفاق مع المهربين على دفع مبلغ مالي كبير مقابل إتمام الجريمة. وكان المهربون أبلغوا السلطات الأميركية بعد إدراكهم أن عملية من هذا النوع يمكن أن تفسد أنشطتهم.
وتابع المدعي العام في القضية التي نظرت الخميس الماضي في مانهاتن "أن عددا كبيرا من المارة ومن مرتدي المطعم كان يمكن أن يلقوا حتفهم لا لشيء إلا لأنهم اختاروا أن يتناولوا وجبة في المطعم الذي يتردد عليه السفير. إلا أن المتهم لم يظهر أي اهتمام بهذا أو بسقوط ضحايا من المدنيين".
وأشار الادعاء العام في المذكرة التي تقدموا بها للمحكمة الخميس الماضي إلى أن تنفيذ العملية كان من له تداعيات أكبر من المارة، والتي تتمثل بالإساءة الكبيرة للعلاقات الدولية والدبلوماسية للولايات المتحدة الأميركية مع العديد من الدول. ولفت إلى أن الذي خذل أرباسيار والخلية هو أن المتهم قام بتوظيف مساعد له في تنفيذ الخلية كان عميلا لقوات إنفاذ النظام الأميركي.
من جهتهم، طالب محامو المتهم، بالرفق في قضية موكلهم، مشيرين إلى أنه ما من شك أن جرائم أرباسيار خطيرة، لكنها أيضا كانت نتيجة انهيار عصبي تسببت بها الاضطرابات النفسية المتكررة التي تعرض لها. ولفتوا إلى أن جرمه كان عارضا وغير طبيعي، حيث لم يسبق له التورط بحادثة مماثلة طوال حياته.