تعودنا في منافساتنا المحلية تبرير الفشل بأخطاء الحكام، وحينما امتد الحال بنا إلى آسيا، أصبح رؤساء الأندية وغيرهم يوهموننا بـ(جدولة) البطولة وأن الاتحاد الآسيوي يميل مع شرق القارة على حساب غربها.

ولأننا نعيش مجددا مرارة الخسارة مع الأهلي والشباب في دور الثمانية الذي هو بداية الأدوار النهائية التي تبرمج في منتصف الموسم لشرق القارة وبداية الموسم لغربها، سأستشهد بأسباب الخروج بتعادل الأهلي ذهابا (1/1) والخسارة (بهدف) إيابا، بينما الشباب تعادل (1/1) ذهابا و(2/2) إيابا، أي أن الفارق (التهديفي) أضر بالشباب كتأكيد على ضعف تعاطينا مع متطلبات (الذهاب والإياب).

الأهلي لعب دون جميع مهاجميه الذين أصيبوا (تباعا) في وقت يحتاج إلى الفوز أو التعادل (2/2). ودخل اللقاء والإحباط ينهش جسده بمدرب (جديد) يريد تطبيق أسلوب جديد.

نحن في ثالث أسبوع، ومع ذلك لم يخسر الأهلي إلا بهدف (قاتل) على أرض الخصم (سيئول)، الذي يلعب في نصف الموسم أو على الأقل في أفضل جاهزية بدنياًّ وفنياًّ.

أما الشباب فقد نجح ذهابا في اليابان وعاد بزهو المنتصر، وفي الإياب تقدم على كاشيوا أول (تسع) دقائق، لكن مدافعه الأجنبي (الكوري) كواك، وبغير قصد وبمهارة أفضل المهاجمين سدد الكرة برأسه في مرماه هدفا تعادليا، فصعب المهمة على (الليوث) وأنعش الفريق الضيف بمكرمة خاصة، وبالتالي تصاعدت المشاكل النفسية والفنية وسجل كاشيوا الهدف الثاني، وعاد الشباب وتعادل (2/2) (دون جدوى) لأن معادلة (الذهاب والإياب) أعطت كاشيوا أحقية التأهل.

فوارق بسيطة تختص بالعمل والتعامل والواقعية وليس (التهويل) و(الخداع)، وكذلك نقص الفهم في كرة القدم هي من تزيد في تدحرجنا.

ولو عدت لآخر (أبطالنا) الاتحاد فإنه حققها في نفس التوقيت وسحق سيونجنام الكوري على أرضه بالخمسة بعد أن خسر في جدة بالثلاثة وأسعد الوطن وعاد بالكأس 2004. وحافظ عليها مرة ثانية عام 2005 أمام العين الإماراتي، أي أن البطل والوصيف من (غرب القارة).

وقبل ثلاث سنوات (2010)، خسر الهلال بالحظ من (ذوب آهن) الإيراني في (نصف النهائي)، أعيد وأكرر بالحظ (ذهابا) وبخطأ دفاعي (إيابا)..!! دون أن أهضم حق الفريق الفائز.

والأهلي الموسم الماضي، خسر النهائي وهو في قمة مستواه، (ربما) لأنه أقيم على أرض الخصم، وربما لأسباب فنية بعد (تأجيل) مباريات محلية، مع التأكيد على قوة المنافس (أولسان الكوري).

أين فارق المستوى ومجاملة الشرق؟! وكيف أصبحت مستعصية أو مستحيلة أو (صعبة قوية)؟

سبق وقلت في أكثر من برنامج نلفزيوني: إن (عقول) شرق القارة تعلمت من الماضي ووجدت أن فرقها تجيد السيطرة وتتفوق فنيا ولكنها تخسر لأن مهاجميها (منهم وفيهم) يتفننون في إهدار الفرص، فاتجهوا إلى تعاقدات مقننة أكثرها من البرازيل، فكسبوا البطولات.

أما نحن فالعكس تماما، نأتي بلاعبين أقل من اللاعب السعودي، وإذا أحضرنا لاعبين مميزين (طوعناهم) مع خصوصياتنا حتى يفقدوا هويتهم.

لا يوجد لدينا مدافعون أقوياء ولا حراس من صنع المدارس أو الأكاديميات، وإذا برز مهاجمون أو صناع لعب أضعناهم بملايين (الاحتراف).

نحن الآن في طريق العودة، ولذا أتمنى أن نكف عن (مخادعة) المجتمع (إعلاميا)، بمطالبات وتحليلات واهية، وعلينا أن ندعم اتحاد القدم الجديد الذي تطور لوائحياًّ وتنظيمياًّ، ووفق كثيرا في اختيار لجانه. ولا بد من الصبر لنعود أقوياء (في الملعب) وليس خارجه..!