الحب يكون بالاختيار، ويأتي بدافع الهوى، إلا لـ"الوطن" يكون الحب فرض عين.

ومن يحب وطنه سواء كان مواطناً أو مسؤولاً.. يعش له وإن لم يعش فيه.

حب الوطن ليس في أن يجوب المحب الشوارع رافعاً علم وطنه، ويرقص على الأغاني الوطنية، بل أن يحترم وطنه ويحافظ عليه، ويغضب ممن ينتقص منه، ولا يسمح لأحد أن يخلع مسماراً صغيراً وضع في بناء الوطن.

حب الوطن برفعته وتمثيله داخلياً وخارجياً، بالعلم والرياضة والسياسة، ورفع اسمه في المحافل العالمية، واحترامه بعدم تدنيس اسمه في بواطن الفساد.

كل مواطن هو صورة لبلاده في الخارج، فمن أحب وطنه فسيرفع نفسه عن الإساءة ولو بدون قصد..

يومنا الوطني، يستحق أن يحترم فتضرب فيه يد المفسد ويد المخرب، ويعاقب فيه من يستغل الفرح لتشويه صورة الوطن من أجل فرحته.

في يومنا الوطني، يضطر رجال الأمن إلى الوقوف في الشوارع لضبط الأمن.. ألا يفترض أن نكون كلنا رجال أمن على الأقل في هذا اليوم.

الحب مسؤولية.. والمسؤول الذي يحب وطنه لا يقيم حفلاً في إدارته فقط، بل يسعى إلى تصحيح أنظمة إدارته لتخدم الوطن والمواطن، ويزيد إنتاج إدارته ليريح الوطن والمواطن..

الوطن قدم الكثير من المال في كل المجالات؛ لتوفير الخدمات والعيش الكريم للمواطن.. وبقي دور المسؤول.

لماذا لا يكون اليوم الوطني فرصة لتفاجئ وزارة التربية والتعليم طلابها بمشروع للمقاصف يريحهم من سوء الغذاء؟.. لمَ لا تفاجئ وزارة الخدمة المدنية الموظفين بمشروع لمراجعة أنظمتها القديمة، التي تعيق التطور أحياناً وتحرمهم بعض حقوقهم؟ لأن العالم تطور والأنظمة قديمة، لمَ لا تفاجئ وزارة الصحة الموطنين بتأمين صحي؟ لمَ لا يفاجئ بنك التسليف المواطنين بقروض جديدة وشروط أيسر من السابقة؟ لمَ لا تفاجئ رعاية الشباب شباب الوطن بفتح أنديتها لهم للاستفادة من مرافقها وممارسة الرياضة فيها؟ لمَ لا تفاجئ وزارة التربية معلميها بحل مشاكل النقل ومنحهم مستحقاتهم المالية؟

(بين قوسين)

يومنا الوطني ليس فقط في 23 سبتمبر، بل في كل يومٍ ترتفع فيه قيمة الوطن عند أهله قبل البعيد، وكل يومٍ يفاخر فيه الوطن بأبنائه أمام العالم بنتاجهم وتفوقهم.