على مدى سنوات فشلن في إقناع الأمانة بضرورة توفير أماكن مناسبة لهن، فاتخذن من الأرصفة مقرا لبيع منتجاتهن، إلا أن الأمطار تغمرهن تارة، وأشعة الشمس تحرقهن تارة أخرى.
ذلك واقع البائعات من كبيرات السن في عسير، إذ يتوزعن في عدة مواقع تشمل مدخل مدينة أبها من الجهة الجنوبية وتحديدا بالقرب من مستشفى عسير، وأخريات بالقرب من الممشى بوسط المدينة، طلبا للكسب من ساعات الصباح الباكر إلى آخر النهار، وأحيانا يمتد عملهن إلى الليل. "أم ناصر" أكدت أن عدم وجود مقر ثابت لهن، أدخلها والبائعات الأخريات في دوامة من المعاناة، حيث تضطر إلى جلب المأكولات المختلفة، والعديد من الأدوات من المنزل بشكل يومي بمساعدة خادمتها ومن ثم إعادتها، في ظل عدم وجود أكشاك للبيع أو محلات مخصصة، لافتة إلى أنها تقدمت وأخريات لأمانة عسير بطلب تخصيص مواقع ثابتة لهن، في مختلف الطرق والمواقع، ولا سيما الأماكن السياحية، وذلك منذ قرابة عامين ولكن بدون جدوى. وتشير البائعة "أم محمد"، إلى أن بيعهن لم يعد مقتصرا على الصيف فحسب بل على مدار العام وعلى الرغم من تقلبات الجو، وأن البائعات يواصلن صمودهن في ظروف صعبة طمعا في كسب العيش، لافتة إلى أن أبرز مبيعاتهن تشمل الشاي بأنواعه والقهوة والخبز البلدي، وبعضا من الفواكه والمعجنات، وأكدت أنها تقوم بإعداد المأكولات بنفسها وبمساعدة إحدى بناتها.
وأضافت "أم محمد": إن عددا من البائعات من ذوات الدخل المحدود، وبعضهن يعتمدن فقط على الضمان الاجتماعي، ومن ثم تشتد الحاجة إلى تخصيص مواقع ثابتة لهن، حيث سيسهم ذلك في ترتيب مبيعاتهن بشكل أفضل، ومن ثم زيادة الدخل، وأن تكون العملية منظمة بشكل أفضل. ويشير المواطن محمد السودي، إلى أن وجود البائعات في بعض المواقع غير المخصصة، ولا سيما المجاورة لمستشفى عسير المركزي، أدى إلى تدني مستوى النظافة في تلك المواقع، فضلا عن كون ذلك مظهرا غير حضاري، ومن ثم يتعين على أمانة المنطقة تخصيص مواقع ثابتة لهن، يسهل من خلالها الإشراف على المنتجات، والإسهام في الحفاظ على البيئة والنظافة العامة. من جهته، أكد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، أن الأمانة خصصت عددا من الأكشاك في متنزه السودة، وهناك توجه لدى الأمانة لتنظيم مواقع البسطات الخاصة بالنساء، من خلال إقامة بعض الأكشاك، وتنظيم مواقعهن في القريب العاجل.