ظل دوري الأضواء ومشاهدة كبار أندية ونجوم الكرة السعودية عن قُرب بمثابة الحلم الذي راود أهل المنطقة الشمالية طوال أربعة عقود مضت تمثل عمر نادي العروبة الذي تأسس في عام 1395 في مدينة الجوف "قلب الشمال"، حيث تبعد أكثر من 500 كلم عن القصيم، المنطقة الأقرب التي يمثلها ناديان في دوري المحترفين، وهو ما دفع أبناء الشمال لترقب أي بطولة أو مباراة بالدول المحاذية لهم، ومنها الأردن، لمتابعة نجوم الكرة في تلك البلدان على المستطيل الأخضر، وهم الآن يترقبون بشغف بالغ انطلاقة الموسم الجديد بعد أن منحهم صعود العروبة لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين فرصة الاستمتاع عن قُرب بنجوم الكرة السعودية وأنديتها الكبيرة.
عراب الصعود
شكلت كأس أمم آسيا لكرة القدم عام 2000 بلبنان، حجر الزاوية في مسيرة رئيس نادي العروبة وعراب إنجاز الصعود، مريح آل مريح، عندما شارك في تغطيتها كموفد صحفي، ولفت أنظار متابعي تلك البطولة بما قدمه من مواد، على الرغم من كونه غير متخصص في الرياضة، ويعد من أبرز إعلاميي منظقة الشمال قبل أن يبتعد عن المجال الصحفي عام 1430 بعدما تقدم بترشحه لرئاسة نادي العروبة.
عمل جماعي
كان الفريق الكروي بنادي العروبة يقبع في مصاف فرق الدرجة الثانية، عندما تولى آل مريح رئاسة النادي، وبعد عام فقط من اضطلاعه بهذا المنصب، عمل مع أركان إدارته وصعد بالفريق لدوري الدرجة الأولى، وظل الفريق طوال السنوات الثلاث الماضية ينافس على الصعود لدوري الأضواء حتى تحقق الحلم هذا الموسم ببلوغ الفريق دوري "جميل".
علاقة أزلية
لم يكن آل مريح غريباً على ناديه العروبة، وتجسدت علاقته بالنادي منذ الصغر في أدوار عدة، بدأها كلاعب بفريق الناشئين لكرة اليد، قاد بعدها رابطة مدرج العروبة لعدة سنوات، ثم أصبح عضواً شرفياً بالنادي حتى تسلم دفة قيادة إدارته والتي نالت إشادات كثير من الرياضيين، لعل من أبرزها ما قاله عنها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، إن "الشباب هم الأقرب لاحتياجات الشباب".
خارطة النجاح
"قوم تعاونوا ما ذلوا".. كانت العبارة التي مثلت خارطة طريق الصعود، بحسب ما ذكره آل مريح، وترجمها باجتماعات مكثفة مع مجلس إدارته قبل انطلاقة الموسم، اتفق بعدها الجميع على العمل لتحقيق حلم الجماهير العروباوية أو تقديم استقالة جماعية، خاصة بعد أن رأوا أن دوري الأولى لم يعد طموح العروباويين.
التفافة تاريخية
اعترف آل مريح أن المهمة كانت صعبة ولا تتوافق مع إمكانات النادي المادية إلا أنهم كمجلس إدارة اختاروا التحدي بالبقاء والعمل على تحقيق الحلم، دون أن يتجاهل الالتفافة التاريخية حول النادي التي أسهمت بشكل كبير في الوصول لهذا الإنجاز، وكان أبرزها وقفة أمير منطقة الجوف، الأمير فهد بن بدر الذي دعم النادي مادياً ومعنوياً، وأعضاء الشرف، ومنهم سلطان الرويلي وصالح الصخري ومفلح الكايد.
ثمن الصعود
كشف عضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق، مونس الضوي، أن ميزانية النادي للموسم الحالي والذي تكلل بالصعود لامست مبلغ 8 ملايين ريال، ما بين توقيع عقود جديدة كلفت النادي 600 ألف ريال، ومرتبات ومكافآت فوز ومصاريف تنقل. وأشار إلى أن مكافآت اللاعبين تصاعدت مع دخول دوري ركاء جولاته الحاسمة حتى وصلت إلى 10 آلاف ريال لكل لاعب في المباريات الأخيرة، ومنها مباراة الطائي، مبيناً أن إدارة النادي ما زالت تدرس مكافأة الصعود للاعبين وستعلنها لاحقاً.