قتل 13 شخصا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح في تفجير وقع في وسط دمشق أمس، وذلك غداة استهداف موكب رئيس الوزراء بانفجار مماثل نجا منه وقتل فيه ستة أشخاص آخرون. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار وقع قرب الباب الخلفي لمبنى وزارة الداخلية القديم في منطقة المرجة، ونجم عن سيارة مفخخة، مشيرا إلى أن من بين القتلى خمسة عناصر من قوات النظام.

وشهدت العاصمة السورية سلسلة من التفجيرات بسيارات مفخخة، بعضها انتحاري خلال النزاع المستمر منذ أكثر من عامين. واستهدف آخرها أول من أمس في حي المزة في غرب العاصمة موكب رئيس الوزراء وائل الحلقي الذي نجا من الاعتداء، في حين قتل ستة أشخاص بينهم حارسه الشخصي. وتواصلت العمليات العسكرية الواسعة في مناطق سورية مختلفة، حيث أفاد المرصد عن مقتل 15 مقاتلا معارضا في غارة شنتها طائرة حربية سورية على محيط مطار منج في ريف حلب الشمالي. وتحاول المعارضة السورية المسلحة السيطرة على هذا المطار منذ أشهر. وذكر المرصد السوري وناشطون قبل أيام أن المعارك تدور داخل أسوار المطار بعدما تمكن المقاتلون من التقدم بعض الشيء. واحتدمت خلال الأيام الأخيرة المعارك في محيط المطارات العسكرية في الشمال، لا سيما منغ وكويرس في حلب ومطار أبو الضهور في محافظة إدلب.

إلى ذلك أكدت مصادر شيعية لبنانية معارضة في حديث لـ"الوطن" وجود "تململ في بيئة حزب الله بسبب تورطه في القتال بسورية ووقوع خسائر بشرية في صفوف عناصره الموجودة في القصير وحمص وغيرها من المناطق". وذكرت أن هناك شعورا بأن "الكلفة المترتبة عن هذا التدخل ربما تؤدي إلى إحداث تمرد". وأضافت المصادر "حزب الله ينحر الشباب في القصير وحمص..إنه يحاصر الأهالي في كل مكان ولا يترك مجالا لأحد بالتفكير في خسائره عندما يموت عنصر في سورية"، وقالت "التساؤل الآن: إلى أين يأخذ حزب الله الشيعة في حربه بسورية؟ ربما معارضة مخفية الآن لا تتجرأ على التعبير، ولكن سيحدث ذلك عندما تبدأ تظهر التكلفة العالية لتدخل الحزب ويبدأ الأهالي بتلمس هذا الأمر، ولاسيما أن الحزب لا يعلن عن قتلاه ويخفي حجم الخسائر الحقيقية".