أكدت أخصائية علم النفس بجامعة طيبة، الدكتورة عهود الرحيلي، أن أغلب العلاقات الزوجية "الفاشلة"، والتي عادة ما تنتهي بالطلاق سببها ضعف مهارة الزوجين في التعامل مع الجنس الآخر، ومعرفة كل منهما بسيكولوجية الآخر من ناحية حاجاتهما النفسية "العاطفية والاجتماعية وغيرها" وسماتهما الشخصية.

وقالت الرحيلي لـ"الوطن"، إنه وفق دراسة نفذتها جمعية الزواج ورعاية الأسرة بالمدينة المنورة على عدد كبير من حالات الطلاق التي وقعت مؤخرا، تبين أن دخول الزوجين للحياة الزوجية بأفكار مبهمة وغير واضحة عن مفهوم الزواج، كعلاقة بين طـرفين تتـميز بالمشاركة الحياتية والمسؤولية المشتركة والأدوار المتوقعة لكل طرف، وجهل معرفي عن حقوق وواجبات كل منـها، سـبب رئيس في وقـوع عـدد كبير من حـالات الطلاق.

وأشادت الرحيلي بقرار مجلس الوزراء، الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، المتضمن إسناد مهمة إخضاع المقبلين على الزواج لدورات تدريبية وتوعوية عن طريق الجمعيات الخيرية، وبإشراف مباشر من وزارة الشؤون الاجتماعية.

وقالت الرحيلي: إن إخضاع المقبلين على الزواج لدورات وبرامج تدريبية وتأهيلية مخصصة في الحياة الزوجية ومشكلاتها، هو أمر إيجابي يضمن زيادة حصيلة المقبلين على الزواج بخلفية كافية لدى الطرفين بمفهوم الفروق الفردية لكل من الرجل والمرأة فيما يتعلق بسيكولوجية كل منهما، من ناحية حاجتهما النفسية "العاطفية، والاجتماعية وغيرها" وسماتهما الشخصية، إضافة إلى اكتساب معرفة كافية عن ليلة الزفاف، وبالتالي تعديل الاتجاه السلبي والخاطئ نحو هذه الليلة، إضافة إلى اكتساب مهارات التعامل مع الضغوط الأسرية، وأساليب حل المشكلات اللازمة لتجاوز الأزمات بهدوء، مما يقلل من نسبة الطلاق بشكل كبير. وأضافت أن مثل هذه الدورات التأهيلية هي بمنزلة دليل توجيهي وإرشادي لكيفية تكوين أسرة سعيدة، وطريق نحو التوافق الزواجي السليم.

وشددت الرحيلي على إيجاد مراكز للتنمية الاجتماعية في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية؛ من أجل تأهيل المقبلين على الزواج تأهيلا شاملا في الجوانب الشرعية والصحية والنفسية والاجتماعية من خلال نخبة مميزة من المدربين والمدربات، ويكون حضور هذه الدورات اختياريا لطرفي عقد الزواج، وتتولى وزارة الشؤون الاجتماعية مهمة الإشراف على تلك الجمعيات والبرامج والدورات المقدمة، والنظر في مدى ملاءمتها للأهداف المرسومة لها.

وفي ذات السياق، يقول الناشط والمهتم بشؤون الأسرة أحمد الشريف، إن إسناد مهمة تدريب المقبلين على الزواج للشؤون الاجتماعية، بحيث تكون العملية تحت إشرافها ومتابعتها، خطوة يحتاجها شباب المجتمع، وذلك للتخفيف من ارتفاع نسبة الطلاق المتزايدة في المجتمع. وأرجع أسباب تزايد حالات الطلاق في الخمس سنوات الأولى من الزواج، إلى عدم الوعي بالمسؤولية والحياة الزوجية ومشاكلها وهمومها.

وأضاف نجد أن الفتاة تواجه الضغوط الأسرية في الحياة الزوجية عادة باللجوء لطلب الطلاق، وهو أمر لا يعني إلا انعدام ثقافة الحياة الزوجية.

وتقول هيام محمد، إحدى المقبلات على الزواج: لهذه الدورات أهمية كبيرة وبالغة في تثقيف الشاب في أمور الحياة الزوجية.

وتنصح هيام جميع المقبلين على الزواج بالالتحاق بهذه الدورات التوعوية لبدء حياة زوجية سليمة.