تلمع في "صنعته" الإعلامية، الكثير من صفات النذالة والمكر والفهلوة، وأما صلعته الإعلامية فلا يلمع فيها شيء سوى إضاءة الأستوديو.

عمرو أديب: مذيع صراخ وشتم وفهلوة بالنكهة المصرية، لكنه غير مبتكر، وغير محترف، وغير قابل للتطوير، وإن كان قابلا للتصوير، والتزوير أيضا.

هذا الإعلامي غير المفهوم، مفهوم جدا، ويظن هو في داخله أنه غامض على الناس وغير مفهوم، والناس تفهمه ولا تهضمه.

القبول لدى الآخرين منحة وهبة ربانية، يضعها الله عز وجل فيمن أراد من خلقه، لكني لم أقابل في حياتي، إعلاميا أو مثقفا أو شخصا عاديا، تقبّل عمرو أديب قبل أن يتقبله الله برحمته، ويرحمنا منه، ويرحم التلفزيون كاختراع إنساني ومفصلي وتاريخي، من إطلالته البهية.

ليس لعمرو أديب موقف إنساني واحد، وليس لعمرو أديب موقف إعلامي واحد، وليس له موقف سياسي واحد، فهو متقلب المزاج، ومتقلب الهوى، ومتقلب الوجه، دون أن يقلب وجهه أمامنا "فعلا"، أويقلب وجهه عنا "قولا وفعلا".

يسب السعودية بحقد بترولي أسود اللون، ومع هذا، فأنا أجزم أنه لو وجد ريقا بتروليا حاليا من أحد أثرياء السعودية، لمدح البترول السعودي مدحا، لم يقله المتنبي لسيف الدولة.

في مصر لا يحظى باحترام كبير، فهم يعرفون مداخله النفسية ومخارجه، ويعرفون ألاعيبه، وحتى مواقفه المتقلبة مع الثورة المصرية، ويعرفون وجهه المتلون بلا قضية.

صلعة عمرو أديب، وأعني بها دماغه، مثل صنعته، وأعني بها مهنيته: كلاهما يلمع، تحت أضواء أستوديو أوربت فقط.