حذر رئيس حزب "مصر القوية" عبدالمنعم أبو الفتوح، من إمكانية حدوث انقلاب عسكري في حالة فشل الرئيس محمد مرسي في إدارة شؤون الدولة. وقال خلال مؤتمر جماهيري أمس: "مرسى الذي نجح بنسبة 51% لم ينجح بأصوات حزبه فقط، بل بأصوات القوى السياسية التي ساندته بعد أن تعهد بإشراكها في جميع أمور الدولة، لكنه تخلى عن تعهداته، كما عجز عن إدارة البلاد بشكل صحيح، وعدم قدرته على حل المشاكل التي يواجهها الوطن وعلى رأسها الغلاء والبطالة والانفلات الأمني، سيؤدي ذلك إلى حدوث كارثة على الوطن"، محذرا من أنه في حالة استمرار هذه الحالة من الممكن حدوث انقلاب عسكري سيكون الأشد خطرا، على حد قوله.

وفي ذات السياق، أكد رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم، أن الولايات المتحدة قالت إنها ستدعم أي تحركات شعبية تدعو إلى تدخل الجيش ضد نظام الرئيس مرسي. وأضاف خلال مؤتمر صحفي نظمه حزب "الوحدة الوطنية المصرية" تحت التأسيس "واشنطن مهتمة جدا بما يحدث في مصر، وكانت إجابات مسؤولين أميركيين على موقفهم من الشارع المصري والمطالبة بتدخل الجيش أنه إذا نظَّم الشعب مليونيات على غرار مظاهرات ثورة 25 يناير 2011، وطالب بتدخل الجيش فلن نعترض وسندعم موقفه".

بدوره أكد نقيب المحامين والقيادي بجبهة الإنقاذ سامح عاشور، أن مصر تعيش أسوأ حالات الاستقطاب بعد ثورة 25 يناير، مؤكدا أن مؤسسة الرئاسة تدار من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. وقال: "حالة الاستقطاب بدأت على خلفية الانتخابات الرئاسية وتكوين الجمعية التأسيسية لتشكيل الدستور، مما أدى إلى زيادة حجم المعارضة وتعمق المشكلات".

إلى ذلك كشفت الجماعة الإسلامية عن وجود مخطط لإثارة أزمة انسحاب أفراد الشرطة بشكل جزئي في بعض المحافظات مثل الشرقية وأسيوط والإسكندرية. وقال المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية" خالد الشريف: "الجماعة رصدت مخططا لقوى سياسية منتمية لجبهة الإنقاذ يهدف لإثارة أزمة انسحاب الشرطة من جديد، واللجان الشعبية التي تم تكوينها جاهزة لتلبية نداء المصلحة الوطنية في أي وقت، وإجراءات تقنين اللجان الشعبية التي اقترحتها من قبل مستمرة، وهناك سعي لإجراء توافق حزبي وسياسي وأمنى لها". من جانبه قال الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية سابقا اللواء عبداللطيف البدينى: "انسحاب الشرطة مجددا لن يكون منطقيا، ويمكن اعتباره نوعا من اختلاق الأزمات وافتعالها لعدم وجود مبرر، وسيكون خيانة لن يغفرها التاريخ". وكان العشرات من أفراد الشرطة والأمناء قد واصلوا أمس إضرابهم عن العمل داخل مقر مديرية أمن الشرقية لليوم الثاني على التوالي، وشهد الإضراب حالة من التصعيد بعد إغلاق أبواب المديرية للمطالبة بإقالة مدير الأمن ومساعدي الوزير. وتجيء تلك التطورات في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم التيار الإسلامي العام حسام أبو البخاري، إنه يبحث تنظيم "زيارة" لمقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر تضم نحو 50 ألف مواطن في الساعة الثانية فجر يوم بعد غد، اعتراضا على استدعاء الجهاز لعدد من الناشطين السياسيين.

في غضون ذلك من المنتظر أن يتسلم رئيس الوزراء هشام قنديل اليوم القائمة النهائية للتعديلات الوزارية المقرر الإعلان عنها بواسطة الرئيس محمد مرسي. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن مرسي تدخل لأول مرة بشكل صريح في التعديلات. وأنه يتوقع الإعلان عن التشكيل الجديد أواخر الأسبوع الجاري.