ربما يمكن وصف افتتاح ملتقى جدة القرائي للطفل، بأنه "نسخة مصغرة" عن معارض الكتب الدولية، بما يحويه من فسيفساء تنوع فعالياته. حينما تضع قدميك في مكان الحدث بمقر فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، تشاهد حجم الجهد الثقافي المخصص للأطفال، فتشعر أنك أمام واجهة "معرفية مختلفة" عن السائد.
الجديد الذي حمله الملتقى من خلال تعليقات مسؤوليه هو "الفلسفة" المازجة بين عاملي الثقافة والتربية، والفئة العمرية المبكرة التي يستهدفها، ويتضح ذلك بشكل جلي من راية الملتقى التي يرفعها "أنا عربي.. أقرأ بالعربي" وبشعاره "القراءة متعة ومرح".
رئيسة اللجنة المنظمة مديرة مؤسسة كادي ورمادي التطوعية ثريا بترجي تشير إلى "حزمة الأهداف" التي يودون تحقيقها على أرض الواقع، كربط مفهوم القراءة بالمتعة، ورفع مستويات القراءة لدى أطفال المملكة، والتشجيع على اقتناء الكتاب الجيد، والمساهمة في تكوين المكتبات المنزلية والمدرسية والمجتمعية، إضافة إلى توفير عدد كبير من الكتب والقصص العربية المختارة بعناية من حيث المحتوى والإخراج، ومساعدة الروضات والمدارس على تفعيل برامج مكتباتها بما يخدم العملية التعليمية ويزيد من كفاءتها، والهدف الأخير للملتقى والذي ركزت عليه البترجي هو إرشاد الأهالي والمربين وتوعيتهم بأهمية القراءة وكيفية اختيار الكتب الجيدة والمناسبة.
الملتقى الذي تستمر فعالياته حتى الثالث من مايو المقبل، يفتح أبوابه على فترتين صباحية ومسائية، كما يمكن الإشارة إلى إضافة حيوية يرى القائمون على الملتقى من خلال الفيلم التعريفي الذي أنتج من أجل ذلك ويعتبرونه "بنية تحتية" مهمة لتكوين شخصية الطفل، ارتكازهم على مسرح الطفل، لتنمية مهارات الطفل العقلية والفكرية والاجتماعية والنفسية والعلمية واللغوية والجسمية، وتعزيز السلوكيات الإيجابية وسيقدم للجمهور الزائر مسرحيتين تم إعداد الممثلين من الأطفال قبل مدة ليست بالقصيرة حتى يحترفوا أدوارهم، المسرحية الأولى "الضفدع دكون" تدور فكرتها حول تقافز حيوانات الغابة في حبكة لإيقاف صديقهم دكون في الأهوار وإقناعه بالعدول عن الهجرة وترك أهله وأصدقائه لوطن أكبر مليء بالألوان.
فيما المسرحية الثانية ستقدم باللغة الإنجليزية وهي مستوحاة من كتاب The Secret Lives of Proncesses، وتأخذ الأطفال في مغامرة سريعة في مهمة البحث عن الأميرة المفقودة مع عشر أميرات عجيبات.
الملتقى افتتحه نيابة عن وزير الإعلام والثقافة الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوخة، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي.
الكلمات الافتتاحية حملت في طياتها رسائل تحذيرية مبطنة، ولكن في طابع إرشادي أبرزها ما جاء على لسان مستشار الموهبة بمدارس دار الذكر بجدة الدكتور عادل بن عبدالجليل بترجي، الذي ذكر ثالوث تشويه "غرس القراءة في الأطفال "الإنترنت والتلفاز والألعاب الإلكترونية"، طارحاً في الوقت عدة توصيات مهمة في العملية التعليمية والتربوية توصلت لها نتائج الأبحاث العالمية، وهي وجود ارتباط قوي بين الإقبال على القراءة المبكرة والنجاح الأكاديمي.
من جانبها، لفتت المشرفة على معرض كتاب الطفل كفاح بوعلي، إلى أن الملتقى يضم أكثر من 3000 عنوان لأكثر من 20 دار نشر عربية ودور نشر أجنبية، والإضافة الجديدة للمعرض – كما تقول بوعلي – وجود مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية التي يمكن تصفحها في المعرض وإنزالها على الأجهزة الإلكترونية مباشرة، حيث تلامس قصص الطفل المعروضة الكتب كل ما يخص حياة الطفل اليومية، وما يرتبط بأحاسيسه، ويعالج كثير من العناوين الاضطرابات والسلوكيات غير المرغوبة لدى الأطفال.
ورش العمل المصاحبة للملتقى
75 ورشة عمل للطفل منها:
القراءة النقدية للأطفال.
الكتابة الشعرية للطفل.
مهارات القراءة في القرن الواحد والعشرين.
كتابي صنع يدي.
كيفية تحبيب الأطفال في القراءة.