معظم البشر عالقون في الخوف. واحد من الأسباب الرئيسة للخوف هو أننا لا نريد أن نواجه أنفسنا كما نحن، ولهذا تحدث الصراعات بكل مستوياتها مثل الحروب، الصراع الذي لا يتوقف بين الطبقات، بين الشعوب، الخلل الاقتصادي والاجتماعي ، في المقدرات والمواهب، الهوَّة بين أولئك الخارقي السعادة، الذين لا يعكِّر بالهم شيء، وأولئك المحتجَزين في الكراهية والصراع والبؤس.
من هنا تأتي أهمية أن يكون الإنسان معلم نفسه وسيد نفسه، في عدم السعي وراء عبثية الفكر، وأن نتعلم كيف نخلق فكرنا الخاص..
ما هو عيشنا اليومي؟ إذا كنت تطيق النظرَ إلى الحياة اليومية بمنظار مختلف وبطريقة أخرى، إذا كنت تقدر على رصدها، فما هي فعليًّا؟ في وسع المرء أن يرى أن في ذلك العيش قدرا كبيرا من التشوش، قدرا كبيرا من الامتثال والتناقض، إذ كل إنسان يناوئ إنسانًا آخر، سياسيا، اجتماعيا، خُلقيا، هنالك قدر كبير من التشوش، وحين تنظر إلى حياتك أنت، ترى أنها من لحظة ولادتك حتى موتك، سلسلة من النزاع. لقد أمست الحياة ساحةَ معركة. ننظر لأنفسنا من خلال ما تم تعبئتنا به، وننظر إلى البشر كذلك من خلال مختلف صنوف قناعاتنا وآرائنا وأحكامنا وقيمنا. مثال ذلك: أنت هندوسي، والآخر مسلم؛ أنت، والآخر كافر أو شيوعي، أو مسيحي.. وهكذا دواليك. إذن فأنت حين تنظر، حين ترصد حياتك، ترصدها من خلال الصورة، من خلال القناعات التي سبق لك أن شكَّلتَها تقول: "هذا جيد" أو "هذا سيئ"، أو: "هذا يجوز وذاك لا يجوز". إذن فأنت تنظر، ترصد، من خلال الصور أو القناعات التي شكَّلتَها.
يجب أن تقوم بتغيير جذري لما أنت عليه اليوم، فالأزمة العالمية تتطلب ذلك. حياتنا تتطلب ذلك. حوادثنا ومساعينا ومخاوفنا اليومية تتطلب ذلك. مشكلاتنا تتطلب ذلك. ينبغي أن يكون ثمة تغيير في دواخلنا؛ لأن كل شيء من حولنا ينهار. ومع أنه يوجد النظام ظاهريا هناك في الواقع انحلال بطيء، هناك دمار: إن موجة التدمير تتغلب على موجة الحياة على الدوام.
يجب ألا نأسر أنفسنا داخل مفاهيم الازدواجية، الحقيقة أن كل شيء هو كل شيء آخر. نحن فقط نستطيع أن نكون "متصلي الكينونة". فقط كل ما نستطيعه هو أن "نكون". ونحن مسؤولون عن كل شيء يحدث حولنا.