حلم أي سينمائي في العالم هو السير على بساط صالة مسرح كوداك في مدينة لوس انجلوس، كاليفورنيا حتى لو كان مجرد "مدعو" إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار، فما بالك حين يكون أحد المرشحين لإحدى جوائز المهرجان التي تعد الأرقى والأهم في عالم الفن السابع، وتعادل في أهميتها "للفنانين" جوائز نوبل للأدباء والعلماء.
أتمنى أن تحظى المخرجة السعودية هيفاء منصور، وفريقها، وبطلتها ريم عبدالله، بهذا الشرف الاستثنائي، وأن تحمل معها "وجدة" وحلم السينما السعودية إلى ذلك المكان الذي يشبه في مخيلتنا أفلام هوليود الكبيرة في روعتها ودهشتها، وفتنتها، وهيفاء تستحق ـ ولا شك ـ أن تكون هناك، فقد امتشقت الكاميرا منذ أن وقعت في غرامها، وحاربت بشراسة على أكثر من جبهة، وأصرت على أن ترى العالم من خلال عدستها، وأن يراها العالم من خلالها أيضا.
إن مجرد موافقة أكاديمية "أوسكار" على دخول فيلم "وجدة" ضمن الترشيحات الأولية لجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2013، هي تعبير عن أهمية التجربة السينمائية لهذه المخرجة الشابة، التي انطلقت من إمكانات شبه معدومة إلى عرض فيلمها تجاريا في صالات أوروبا وأميركا، ليحظى باستقبال نقدي جيد هناك، وقد نال الفيلم جائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان دبي السينمائي، ولا شك أن هذا الترشيح يجير أيضا لصالح جمعية الثقافة التي تبنت الفيلم والترشيح، وأتمنى أن تواصل دعمها للسينمائيين السعوديين، خاصة بعد تصريحات الأستاذ سلطان البازعي، عن تكوين لجنة داخل الجمعية لغرض الترشيح لجوائز الأكاديمية، مما يعني أن التجربة لن تكون "يتيمة"، وأن أي فيلم سعودي مكتمل العناصر سينال هذا الاهتمام. شكرا... هيفاء.