حث عدد كبير من أعضاء الكونجرس الأميركي، الرئيس باراك أوباما، لتنفيذ ما سبق أن أعلنه من أن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد، للأسلحة الكيماوية يمثل تجاوزا لـ"الخط الأحمر" ما يقتضي "تغيير الحسابات الأميركية" والتدخل عسكريا لمنع هذا الاستخدام الذي يمثل جريمة حرب.
وضمت قائمة الأعضاء جون ماكين ودايان فينشتاين وبيل نيلسون وليدسي جراهام وآخرين. وقال ماكين: إن الإدارة تبحث عن مخرج لتجنب القيام بخطوات عملية في سورية. وأضاف: "إن أعداء الولايات المتحدة يتطلعون إلينا الآن عن كثب لمعرفة ما إذا كانت الإدارة ستلتزم بما سبق أن أعلنه الرئيس. ولكننا نرى البيت الأبيض يطالب بالمزيد من الأدلة، كما أنه استخدم عبارات من نوع أن من المحتمل أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية أو أنه ربما فعل ذلك مع وعود بإجراء المزيد من التحقيقات". وتابع "ما يقلقني هو أن البيت الأبيض يمكن أن يستخدم هذا كذرائع لتجنب عمل أي شيء الآن أو في أي وقت قريب".
وكان مسؤول رفيع المستوى بالبيت الأبيض قد قدم إيجازا حول خلفيات الإقرار بأن الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضد معارضيه "على الأرجح". وقال المسؤول: إن الولايات المتحدة تحقق في واقعتين استخدمت فيهما الأسلحة الكيماوية في سورية مؤخرا، وإنها تنسق مع الحلفاء بهذا الصدد.
وعاد الحديث بقوة في واشنطن إلى مقترح فرض منطقتين عازلتين في الشمال والجنوب لا يمكن للأسد استخدام أية أسلحة فيهما بما في ذلك بطبيعة الحال الأسلحة الكيماوية. غير أن قيادات رفيعة المستوى في وزارة الدفاع "البنتاجون" ترى أن الخطوة تحمل مخاطر التورط في حرب شاملة في سورية وهو ما تريد وزارة الدفاع أن تفعله في الوقت الحالي. ولا يبدو أن الإدارة متحمسة أيضا للقيام بذلك. فقد أشار المسؤول البارز في البيت الأبيض إلى حرب العراق قائلا: "بالنظر إلى تاريخنا مع التقديرات الاستخبارية بما في ذلك التقديرات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل فإن من المهم للغاية أن نتحقق من ذلك بقدر كبير من التأكد وأن نتمكن من تقديم معلومات لا يرقى إليها أي شك حتى يمكن أن ندعم كل قراراتنا".
غير أن مسؤولا رفيعا بوزارة الدفاع قال للصحفيين في واشنطن: "نحن نعد مجموعة من الخيارات العسكرية والأمر متروك بطبيعة الحال للبيت الأبيض. إن تلك الخيارات تعرض عليه كما هي. ونحن ننفذ الأوامر فحسب، وإذا سئلنا فإننا نقدم آراء غير ملزمة". ومن جهتها، ذكرت عضو مجلس الشيوخ ورئيسة لجنة الاستخبارات، فينشتاين: "بات من الواضح الآن أن الأسد عبر بالفعل الخط الأحمر. إن علينا أن ننفذ تهديدنا وإلا سنفقد مصداقيتنا".
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمس، أن "الأدلة المتزايدة" على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية تصعيد "خطير"، وينبغي أن تحث المجتمع الدولي على "فعل المزيد". وقال: "إنها أدلة محدودة لكن كان لدينا نحن أيضا أدلة متزايدة عن استخدام أسلحة كيميائية على الأرجح من قبل نظام الأسد. إنه أمر بالغ الخطورة، إنها جريمة حرب".