انتشرت قوات الأمن حول محيط القصر الرئاسي "الاتحادية" بمنطقة مصر الجديدة مساء أمس، بعد قيام عشرات من الصبية الملثمين وعناصر "بلاك بلوك" بقذف بوابة رقم 4 بالحجارة وزجاجات المولوتوف.

كما أشعل مجهولون النار في سيارة تابعة للشرطة بالقرب من القصر. وقامت عربتان مدرعتان تابعتان للشرطة بمطاردة الصبية وأجبرتهم على الفرار بعد إطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وكان العشرات من أعضاء "البلاك بلوك" نظموا مسيرة مساء أمس من ميدان التحرير إلى دار القضاء العالي وهم يرتدون الأقنعة السوداء التي تخفي وجوههم. وحمل بعض المتظاهرين الرايات السوداء ورددوا هتافات تطالب بإسقاط النظام أخرى مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين. وبمجرد وصول المظاهرة التي جاءت في إطار فعاليات جمعة "دعم القضاء" التي أعلنت عنها عدة قوى سياسية، نشبت مناوشات بين عدد من المشاركين فيها وبين عدد من الباعة الجائلين وبعض المجهولين.

وفي الوقت نفسه نظم أعضاء البلاك بلوك مسيرات أخرى من ميدان عبد المنعم رياض إلى ميدان طلعت حرب مرورا بشوارع وسط القاهرة وصولا إلى ميدان التحرير.

كما نظمت حركة "كفاية" تظاهرات لدعم واستقلال القضاء، بميدان التحرير للرد على مظاهرات جماعة الإخوان الأسبوع الماضي التي دعوا فيها إلى ضرورة تمرير قانون السلطة القضائية و"تطهير القضاة".

إلى ذلك شكل بعض شباب جماعة الإخوان المسلمين، وفدا للقاء المرشد العام للجماعة محمد بديع، لمناقشته في المستجدات السياسية وعرض وجهة نظرهم في الأحداث التي تمر بها البلاد، وكذلك لعرض فكرة تدشينهم حركة شبابية حتى لا يتصادم معهم مكتب الإرشاد ويقوم بفصلهم. وكشف عمار مطاوع، أحد الكوادر الشبابية بجماعة الإخوان المسلمين، أن الوفد يهدف إلى مناقشة المرشد في انحرافات الجماعة وأخطائها المتكررة، مشيرا إلى سعي الشباب لإنشاء حركة سياسية مجتمعية منفصلة ومستقلة عن تنظيم جماعة الإخوان.

وفي سياق آخر قال وليد إسماعيل رئيس ائتلاف دفاع المسلمين عن الصحب والآل إن" الائتلاف يمتلك خريطة الشيعة في مصر، حيث تتمركز في عدد من المحافظات وخاصة فى محيط السيدة زينب بالقاهرة، والمعمورة بمحافظة الإسكندرية، بالإضافة إلى طنطا، كما أن الائتلاف يرصد بؤر نشر التشيع".

من جهة أخرى، أكد بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني أن المسيحيين في مصر يشعرون بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، والتي تقدم تطمينات لكن لم تتخذ إجراءات تذكر لحمايتهم من العنف. وفي أول مقابلة يجريها منذ انتهاء اعتكافه بعد مقتل ثمانية أشخاص في عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين الشهر الجاري، وصف البابا الروايات الرسمية عن الاشتباكات التي وقعت عند الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في أبريل الجاري بأنها "محض افتراء".

كما عبر عن استيائه من محاولات الحلفاء الإسلاميين للرئيس محمد مرسي إقالة آلاف القضاة الذين تم تعيينهم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قائلا إن القضاء أحد أعمدة المجتمع المصري ويجب عدم المساس به. وأشار البابا إلى أن المسيحيين يشكلون 15% على الأقل من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة.

وعبر البابا عن قلقه لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط إلى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد، خاصة أنه لم يحدث شيء لتحسين أوضاع الأقباط.