التطوير مطلبُ "كلِ حيٍ".. وطموح كل واعٍ.. ومشاريع "التطوير" التي لا تعتمد على دراسات صادقة تفشل دون أي شك ولو بذل فيها جهد كبير..
وشخصياً أجزم أن مشروع تطوير التعليم العام يدرك ذلك جيداً؛ لذلك هو يعمل برويةٍ وتأنٍّ، ولا يقدم خطوةً إلا وقد درسها مليا؛ لكي لا تطأ إلا موطئا نافعا، وتؤتي أكلها على الطلاب والطالبات في مدارسهم.
لم يُخف عنا مشروع "تطوير" التعليم الفتح الكبير الذي أدركه من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية. فعمم الخبر عن "واس" ليبشرنا بأن تدريب الطلاب على ألعاب الدفاع عن النفس "الكارتيه" و"الجودو" يعود عليهم بالنفع على مستوى تحصيلهم الدراسي، لذلك اعتمد المشروع في خمس مناطق تعليمية.
لكم البشرى يا طلاب المدارس.. جاءكم "تطوير" بـ"الكاراتيه" ضمن مشاريع تسعى من خلالها إلى التركيز على الجانب البدني لدى الطلاب ورفع الوعي لديهم مما يعود بالنفع عليهم وعلى مستوى التحصيل الدراسي والنفسي والاجتماعي. كما جاء على لسان مدير برنامج الرياضة المدرسية بشركة تطوير للخدمات التعليمية المأمون الشنقيطي الذي لم ينس أن يكشف لنا أن المشروع يعد الأول من نوعه في برامج وزارة التربية والتعليم.
الآن أدركت أنا - واعذروني على محدودية تفكيري - أن كرة القدم لم تكن مفيدة للطلاب لذلك لم تحرص الوزارة على توفير ملاعب في كثير من مدارس التعليم العام، ولم تفكر بطريقة تنفيذ حصة التربية البدنية في المباني المستأجرة، حتى إن بعض المدارس لجأت إلى الشارع لتنفيذ حصة التربية البدنية لأن مبناها مستأجر.
وهنا أقترح على البنات إلغاء فكرة المطالبة بحصص للرياضة المدرسية، والاكتفاء بألعاب الدفاع عن النفس "الكاراتيه" و"الجودو" لأنها مفيدة لهن من ناحيتين، الأولى زيادة التحصيل الدراسي كما تقول "تطوير"، والثانية أنها ستحميهن من أي اعتداء لا سمح الله.
(بين قوسين)
أي عملية "تطوير".. ستكون أداة "تبذير" إذا لم تنظر بعين واقعية لعملها، ولم تعايش واقع المراد تطويره؛ وإلا ستتحول مشاريعها إلى استهلاك جهد ومال بلا فائدة.