كميل السلطان
قبل الختام بجولتين شد الرحال مخلفا كل الفرق وراءه ليعتلي قمة الهرم, تاركا الفرق الأخرى يلعبون لعبة الكراسي فيما بينهم, اعتلى الصدارة منذ الجولات الأولى فانطلقت صيحات الاستهجان, منهم من يقول إنه ليس بذي النفس الطويل وآخر يصفه بفقاعة الصابون, وظل هو يحصد النقاط تاركا للآخرين أن يقولوا ما يشاؤون, حتى إذا خطف اللقب صفق الجميع له احتراما واعترفوا بأنهم لم يعرفوا معنى التخطيط والتدبير والفكر إلا حين برز إليهم نادي الفتح هذا الموسم.
ما صنعه رجال الأحساء، وأخص بالذكر المهندس عبدالعزيز العفالق والأستاذ أحمد الراشد ومن خلفهما من الرجالات وأعضاء الشرف الداعمين، مصدر فخر للأحساء برمتها, وعمل يشكرون عليه تماما. الفتح هذا النادي النموذجي بالفعل، الفريق الشاب والطموح جدا سطر مجدا للأحساء لن ينسى ولن يبلى.
ولأول مرة أجد كل المحللين الرياضيين متفقين على تمييز ناد معين، هذا لأن الفتح فرض عليهم الواقع وأعطاهم هذه الرؤية كالشمس التي لا يغطيها الغربال, فتراهم وجدوا معنى الخطط والفكر فأسهبوا في الحديث عنها بعدما كانوا يتنافسون التحليل الفني وفق ميولهم وأهوائهم.
ولعل أهمية هذا الإنجاز تأتي في كونه نابعا من الأحساء ومقدما للأحساء، ولذا تجد الأحسائيين في فرحة عارمة بهذا الإنجاز التاريخي الذي حققه نادي الفتح بالعلم والعمل والتخطيط والتدبير الاحترافي، سابقا بهذا كل الأندية التي سبقته في هذا المجال. إنها مدرسة الفتح النموذجية.
الأحساء كانت في عرس تاريخي زفت فارسها النموذجي في أبهى حلة وأجمل صورة, وستزف أيضا كل من يعمل ليجعل من الأحساء منارة للعلم والعمل والأدب والرياضة والفن وأي مجال يشرف أهله فيه الأحساء وسعفاتها.