يميل الإعلام بطبعه لنشر أخبار الإثارة، والكوارث والمصائب، أكثر من توجهه لنشر أخبار الإنجازات والإيجابيات، عفوا.. قد لا يكون الإعلام كذلك، ولكنه القارئ.. فبحسب نظريات الإعلام، كثيرا ما يردد المختصون عبارة "ليس الخبر أن تقول عض كلب إنسانا، ولكن الخبر أن يعض الإنسان كلبا!".

ومن هنا، نجد بعضا من وسائل الإعلام - وخاصة الإلكترونية منها - إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، كثيرا من تجنح لعرض الأخبار "السيئة"، التي يكون "المبتعثون" طرفا فيها، بل يتجاوز ذلك إلى جنوح البعض منها لـ"الفضائحية"، فتجد أحد المواقع تفتخر بحصولها على صورة لمبتعث ضبط في حادثة جنائية، أو تعرض لاتهام في قضية أخلاقية، ويا ترى ما موقف هذه الوسيلة لو تبين بعد ذلك براءة ذلك الشخص وهي التي نشرت صورته، وشهرت به، ويا ترى ما هو الحال لو كان الخبر عن طالب حقق إنجازا علميا، أو نال براءة اختراع، هل ستحتفي به، كما فعلت مع الخبر "الفضائحي" ؟

بحسب الإحصاءات الرسمية، فإن عدد المبتعثين تجاوز الـ140 ألفا، فيما دخلت فترة الابتعاث منذ انطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين عامها الحادي عشر، ولو قارنا ما حققه الطلبة خلالها من المنجزات على الأصعدة الأكاديمية، والاجتماعية، وكذلك منجزات الشرف، التي تشمل جوانب التطوع، وإنقاذ الأرواح، لو قارناها مع الحوادث، والقضايا التي تعرض لها البعض منهم، في ظل هذا العدد من المبتعثين لوجدناها لا تقارن إطلاقا، ولو وجدنا تلك النسبة لا تشكل رقما صحيحا أمام العدد الإجمالي للمبتعثين، وخلال هذه الفترة الزمنية القصيرة.

الشاهد هنا، أنه من الطبيعي جدا أن يحدث هناك شذوذ عن القاعدة، وأن يكون هناك مخطئون، لكن الأهم أن يدرك الإعلام والمجتمع أن حجم الفائدة أكبر، وأنها أسمى وأرفع، وأذكر أن أحد المسؤولين ذكر ذات مرة، أنه حتى الطالب الذي فشل في إكمال دراسته في الابتعاث، فإنه استفاد على الأقل مهارة اللغة، هذا لو أغفلنا مكتسبات التجربة، والاعتماد الذاتي، وغيرها.. ومن هنا نوجه رسالتنا: أعطوا المنجزات مساحة.. واستطلعوا حجم الفائدة.