وصلت مغنية من منطقة كردستان العراق شبه المستقلة الى الدور قبل النهائي في مسابقات برنامج "اراب ايدولالذي يحظى بمشاهدة كبيرة مما أثار جدلا حول الهوية العراقية وأضفى ملمحا سياسيا على البرنامج.
وامتدحت لجنة التحكيم برواس حسين (24 عاما) وحصلت على الاصوات التي مكنتها من دخول جولة المسابقة التالية من اراب ايدول التي يتبارى فيها نجوم من المغرب والبحرين للفوز بعقد لتسجيل الاغاني.
ووقف عدد كبير من الاكراد وراء برواس التي كانت ترتدي قلادة على شكل "كردستان العظمى" التي تضم أراض يعتبرها الاكراد وطنا لهم في سوريا وتركيا وايران والعراق.
وكتب شخص سمى نفسه كردستاني كردان على صفحة الفيسبوك لبرواس "كنت مغنية من قبل لكن أنت الان تتحملين مسؤولية وطنية أكبر."
ويقدر عدد الاكراد بنحو 25 مليونا ويوصفون عادة بأنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم بدون دولة وهم يرون ان الحدود الوطنية ظلم تاريخي لهم أدى الى قمعهم بشكل ممنهج.
وفي العراق استخدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة كيماوية ضد الاكراد لكنهم الان يتمتعون بقدر كبير من الاستقلال في شمال البلاد حيث لهم ادارتهم الخاصة وقواتهم المسلحة.
ويضمن دستور العراق حكما ذاتيا للاكراد وهو الدستور الذي وضع بعد ان غزت الولايات المتحدة البلاد عام 2003. كما يعترف الدستور باللغة الكردية كلغة رسمية ثانية للعراق.
لكن العلاقة بين كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد متوترة بسبب نزاعات على الارض والنفط وزادت الخلافات بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق في ديسمبر كانون الاول عام 2011.
وفي تجربة ادائها الاول في برنامج اراب ايدول كان يرافق برواس التي لا تجيد العربية مترجما حتى تتفاهم بشكل أفضل مع الحكام. وغنت بالعربية والكردية ،وخلافا لاثنين آخرين من العراق وصفا بانهما عراقيان قدمت برواس على انها من كردستان العراق. وفي البرنامج الذي يذاع يوم السبت تطرقت المغنية الاماراتية احلام وهي عضو لجنة التحكيم الى هذه التفرقة.
وقالت انها تعترض على القول بان برواس من كردستان لان كردستان هي جزء لا يتجزأ من العراق وطالبت بان يكون التقديم لها على انها من العراق لا من كردستان.
وقوبل كلامها بغضب بين أكراد قالوا انه يكشف عن تمييز عنصري من جانب العرب ضدهم.
وكتب اكو الجف على صفحة برواس على فيسبوك "قولوا لاحلام اننا لسنا عربا." وقال اخرون ان بوصفها كردية ما كان لها من الاساس ان تشارك في برنامج اسمه اراب ايدول.
واعتذرت احلام فيما بعد على صفحتها على فيسبوك لكن عددا كبيرا من الاكراد قالوا انهم لن يقبلوا اعتذارها الا اذا اذيع في التلفزيون.
وعبر بعض القوميين العرب عن استيائهم وقال مستخدم على الفيسبوك اسمه متعب سعود انه اذا كان الاكراد لا يعجبهم ما قالته احلام فليذهبوا الى الهند او باكستان او الاتحاد السوفيتي او ارمينيا ليقيموا دلوتهم هناك بعيدا من العرب.