فاجأ الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مساء أمس، جميع المراقبين وعاد إلى بلاده، قادما من المملكة العربية السعودية بعد رحلة علاجية استمرت أسابيع. وكان كثيرون يستبعدون عودته، وتوقعوا أن يبقى خارج البلاد لمدة أطول، على الأقل حتى اختتام مؤتمر الحوار الوطني، ورجحت مصادر مطلعة أن تكون عودة صالح مرتبطة بالقرارات الرئاسية، التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، في العاشر من شهر أبريل الجاري، وخرج بموجبها أنصار صالح من المواقع القيادية في الجيش، من أبرزهم نجله الأكبر أحمد، الذي كان يقود قوات الحرس الجمهوري، وهي القوات التي تعرف في اليمن بـ"قوات النخبة"، إذ تم تعيينه سفيرا لدى الإمارات.
من جهة أخرى، دعا الرئيس هادي أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى استشعار المسؤولية أمام 25 مليون مواطن، قال إنهم يعلقون آمالا كبيرة على نتائج الحوار في تحسين أوضاعهم، والخروج بالبلاد إلى بر الأمان، مشددا على التركيز على أسباب المشكلات، وعدم الانشغال بما قد تعيق سير أعمال المؤتمر. وطالب خلال زيارته أمس مقر انعقاد المؤتمر، بضرورة أخذ الوضع في البلد بجدية، والتسريع في وضع تصورات لمختلف القضايا، التي تقف أمام أعضاء الفرق التسع المتفرعة عن المؤتمر، حتى تكون هناك مخرجات إيجابية للحوار. كما حث رؤساء فرق العمل على أهمية بناء الثقة بين مكونات العمل في مؤتمر الحوار، حتى تستطيع إنجاز أعمالها في الوقت المحدد.
وأثناء لقائه بفريق عمل القضية الجنوبية أكد هادي أنه يعمل على تنفيذ 11 مطلبا رفعت إليه من فريق العمل، وأن هناك قضايا ما تزال منظورة أمام القضاء وليس بوسع أحد اتخاذ أي إجراء بشأنها إلى أن يبت القضاء فيها، وحينها سيكون بإمكانه أن يستخدم الصلاحيات الدستورية الممنوحة إليه كرئيس للبلاد. كما حث فريق قضية صعدة على استكمال انتخاب رئاسة الفريق، معربا عن إعجابه بما حققه فريق العمل خلال المدة الماضية.