بضغوط المجموعة العربية في منظمة اليونسكو، انتزعت المنظمة تعهدا إسرائيليا باستقبال بعثة خبراء دوليين للتحقيق في الحفريات والاعتداءات الإسرائيلية على الآثار والمقدسات بمدينة القدس القديمة.
وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن لجنة تحقيق ستقوم بأعمالها في 19 مايو المقبل، على أن ترفع تقريرها للمنظمة الأممية في يونيو المقبل. وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ عام 2004، التي ستقوم بها لجنة من المنظمة بمثل هذه المهمة، معتبرا ذلك تطورا هاما.
وكانت مجموعة الدول العربية الأعضاء بالمنظمة، تمكنت أن تنتزع تعهدا إسرائيليا ملزما باستقبال بعثة خبراء دوليين من عدة مرجعيات دولية، لزيارة القدس المحتلة ومعاينة الأوضاع في الميدان، ورفع تقرير إلى المديرة العامة لمنظمة اليونسكو فور انتهاء الزيارة. وأوضحت المجموعة العربية في بيان أمس أنها استطاعت أخيرا ـ وبعد ثلاث سنوات من المناورة والمماطلة الإسرائيلية ـ أن تفرض على إسرائيل قبول إرسال بعثة دولية للقدس المحتلة لتقديم تقرير عن الحالة الميدانية للمدينة القديمة.
وأضاف البيان ـ تلقت "الوطن" نسخة منه ـ أن المماطلة الإسرائيلية بدأت عام 2010 حين قررت لجنة التراث العالمي خلال اجتماعها في برازيليا بإرسال بعثة الخبراء. وواصلت المجموعة العربية من خلال الأردن وفلسطين، بتمرير القرارات الخمسة المتعلقة بالأراضي العربية المحتلة، من خلال التصويت عليها في دورات المجلس التنفيذي للسنوات الماضية، باستثناء دورة خريف 2012، إذ تم التصويت على تعليق القرارات للحصول على مزيد من المعلومات عن الحالة الميدانية، الأمر الذي لم يتحقق في الدورتين: الماضية "خريف 2012"، والحالية "ربيع 2013"، مما اضطر الدول العربية لدعم الطلب الأردني ـ الفلسطيني بمساءلة الجهة المعنية بالمنظمة عن تبعات تعليق القرارات العربية دون أي التزام إسرائيلي بالمقابل.
وبعد مفاوضات حساسة للغاية بين الجانبين العربي والإسرائيلي، استطاعت المجموعة العربية أن تجعل الخيار الوحيد أمام ممثل إسرائيل هو التقدم أمام أعضاء المجلس كافة لتلاوة بيان باسم حكومته، يؤكد فيه التزام إسرائيل باستقبال بعثة الخبراء الدولية، وأن تبدأ الزيارة يوم 19 مايو القادم، وتقدم تقريرها يوم الأول من يونيو، أي قبل انعقاد لجنة التراث العالمي في العاصمة الكمبودية في يونيو القادم.