أثارت أكاديمية في جامعة طيبة بالمدينة المنورة الجدل حول نتائج دراستها عن أكثر المصابات بإدمان التقنية والإنترنت من الطالبات.

وكانت الأستاذ المساعد في الصحة النفسية بجامعة طيبة الدكتورة عهود الرحيلي قد أنهت أخيراً دراسة نفذتها على شريحة كبيرة من طالبات جامعة طيبة بالمدينة المنورة، وتوصلت فيها إلى أن أكثر الطالبات المصابات بإدمان التقنية وشبكة الإنترنت هن من الطالبات المتخصصات في الدراسات الإسلامية والقرآن وعلومه. وألمحت الرحيلي إلى أن مساحة الفراغ لدى الدارسات بالتخصصات النظرية أكبر، مما يجعلهن يقضين أوقات أطول أمام شاشات التقنية ويصبحن أكثر عرضة لإدمانها.

وبينت الرحيلي أن دواعي خوضها لدراسة المشكلة هو ما لاحظته من انغماس العديد من الطالبات في الحرم الجامعي وانشغالهن داخل القاعات الدراسية باستخدام أجهزة الهواتف الذكية والبقاء أمام الشاشات الصغيرة لأوقات طويلة، مشيرة إلى أن الدراسة بينت أن مواقع التواصل الاجتماعي مع الآخرين عبر برامج المحادثات المختلفة هي الأكثر زيارة من قبل طالبات الجامعة. وأشارت الرحيلي إلى أن نتائج الدراسة التي تم تطبيقها على أكثر من 400 طالبة أوضحت أن نسبة انتشار إدمان الإنترنت بين الطالبات تتجاوز 33%، وتركزت معظمها لدى طالبات القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بنسبة 20.7% مما يثير العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى دراسات أخرى للإجابة عنها.

في حين أشارت نتائج الدراسة إلى أن آثار "إدمان الإنترنت" بدأت تظهر في السمات الشخصية للطالبات في صور عديدة منها "العصبية، والقلق، والتوتر، والانبساطية، والمقبولية الاجتماعية، بالإضافة إلى إشباع الحاجة إلى التفاعل والاحتكاك بالآخرين، وبنسبة ضئيلة إشباع الحاجات الاقتصادية كالتسوق الترفيهي عبر الإنترنت".

وعرفت الرحيلي إدمان الإنترنت (التقنية) بالاستخدام المفرط للإنترنت، بحيث يكون الفرد منشغلا به رغم إرادته ولا يستطيع التحكم فيه فيصبح عادة ثابتة مما يترتب عليه الكثير من الآثار السلبية التي تظهر في مختلف جوانب حياة الفرد النفسية والاجتماعية والجسمية والأسرية والمهنية. وقالت إن استخدام التقنية السلبي بدأ يظهر بشكل مقزز، ومن بين الطالبات من تصر على استخدام التقنية في المصاعد والسلالم الكهربائية والمصلى (المسجد) ودورات المياه مما لا يدع مجالا للشك من سيطرة تلك الأجهزة على اهتمام الطالبات.

وفي ذات السياق قالت الطالبة بجامعة طيبة غدير النحاس إنها تقضي معظم وقتها على الإنترنت سواء لحل الواجبات أو استخراج البحوث وعند عودتها إلى المنزل تستغرق وقتا طويلا على الإنترنت في مواقع التواصل الاجتماعي.

أما روينا عبدالرحمن -طالبة بكليات السلام- فقالت: إن الإنترنت أصبح جزءا أساسيا كبيرا من حياتنا اليومية فنحن نعتمد عليه كثيراً في البحوث والواجبات ونقل المحاضرات بيننا، ناهيك عن استخدامنا لمواقع التواصل الاجتماعي التي يقضي معظمنا 4 ساعات على الأقل في اليوم لتصفحها.