ما زلنا لا نحسن استغلال الأحداث لصالحنا.. نرضى دوماً أن نكون الحلقة الأضعف.. يركز الإعلام الغربي أحياناً - والعربي دائماً - على الأخطاء والجرائم التي يرتكبها السعوديون في الخارج..
بل إن إعلام إحدى الدول العربية يتسابق على نشر أي قضية تتعلق بالسعوديين.. في إحدى المرات استفزني مانشيت على الصفحة الأولى لإحدى الصحف العربية يتحدث عن مخالفات ارتكبها بعض السياح السعوديين في تلك الدولة.. ذلك على الرغم من تكرار مثل هذه الحوادث التي يرتكبها السياح من جنسيات أخرى.. لكن السعودي تحديداً وجبة إعلامية شهية..
عند الخطأ يتعاملون معك بطريقة مختلفة عن غيرك.. هم كثيرا ما يفعلون ذلك.. حتى في أمور أخرى لا علاقة لها بالجريمة.. في البيع والشراء والإيجار، لك سعر مختلف عن غيرك.. حتى "البخشيش" الذي تدفعه يجب أن يكون مختلفاً.. مأكولين مذمومين.. ولو توقفت قوافل السياح السعوديين عن بعض المدن العربية - القريبة والبعيدة - لأغلقت الكثير من الفنادق والمنشآت السياحية.
تناقلت المواقع يوم أمس خبر إطلاق أميركي النار على مبتعث سعودي، بعد أن قام بسرقة ممتلكاته ولاذ بالفرار قبل أن تقبض عليه الشرطة.. هل قلت إنها جريمة عادية تحدث في كل زمان ومكان.. حسناً؛ هي كذلك.. ولا يجب أن تخرج عن هذا الإطار.. لكن جرّب أن تعكس المعادلة.. سعودي يسطو على مواطن أميركي ويسرق ممتلكاته ويطلق عليه النار ويلوذ بالفرار.. ستكون جريمة بشعة.. أليس كذلك؟!
بالضبط هو ما تفكرون فيه.. فتّش عن الإعلام.. فتّش عن الإعلام السعودي.. فتّش عن الإعلام المحسوب علينا!