لا ليست سوق المال، ولا تجار التموين ولا (مطفري) العقارات، ولا قبول الجامعات، ولا ساهر ولا شركات التأمين!
لا شيء يسرق الكحل من العين حقا أكثر من الهم والحزن!
وهم المرأة عندما يجتاح عينيها ويسلبهما الألق فتأكد أن ثمة حبيب وثمة فقد!
كثيرات أولئك الكسيرات اللاتي نسين قلم الكحل منذ سنوات ولم يعدن يقفن أمام المرآة وربما نسين ـ وهن في غمرة الفقد ـ أنهن نساء!
هؤلاء أيضا ينتظرن رمضان بشكل خاص حيث يعلق هلال رمضان فوانيس الأمل بلقاء أحبتهن وقرة أعينهن فيتخففن من وزر الغير وأعباء الفقد ويتذكرن مراياهن و(يبرين) أقلامهن، إنهن المكسورات بفقد ذويهن، اللاتي يتلهفن كل رمضان لأخبار الإعفاء وإطلاق سراح السجناء!
اعتدنا سماع هذا الخبر السنوي والاعتياد ربما لا يمنحنا فرصة التأمل في إنسانية هذا الأمر السامي، لكن عيني أم موسى ـ التي أطلق سراح زوجها في مكرمة والدنا وحبيبنا أبي متعب احتفاء بسلامة والدنا وحبيبنا أبي خالد ـ بعثت هذه الرسالة الموغلة في الإنسانية، فقد نسيت أم موسى المرايا وأقلام الكحل واعتدنا على رؤيتها شاحبة، كادحة، في حالة ذهول كبير عن الذات وسعي مرير لكسب العيش، وفي صباح غير معتاد جاءت أم موسى وهي ترتدي ثوبا احتفاليا ويشع من عينيها الرقيقتين بريق النجوم ويتألق الكحل فيهما على نحو لم نشهده من قبل، حتى لم تجد إحدى الزميلات حرجا في سؤالها عن السر فقالت ببساطة الدنيا وفرح الدنيا والكلمات تتطاير من شفتيها كفراشات ملونة: (أبوموسى خرجوه من السجن عشان الأمير سلطان)!
وخروج أبي موسى هو فقط ما أعاد الكحل المسروق لعينيها، وذكرها بثيابها المبهجة، فلنقرأ هذا الحدث هذا العام وكل عام بلغة إنسانية تليق بملك الإنسانية ورجل المكارم والدنا الحبيب أبي متعب ـ أطال الله عمره ـ ولنتأمل كم أم موسى ستحتفل عيناها هذا الشهر وكم امرأة كسرها الفقد وتبعاته سيجبرها الله ثم أبومتعب بقرار بهذا السمو والكرم!
ولا ننسى أننا حقيقون بالمشاركة في هذا الفضل الكبير وبمقدورنا كسب المكارم إن بالعفو أو التبرع للمعسرين أو الدعاء لهم ولمن ييسر لهم.