"تنازلاتي في السنة الأولى من الزواج غباء وليست تضحية، فقد نتج عنها حياة غير مستقره"، هذا ما قالته الهنوف حول تنازل المرأة عن بعض حقوقها في بداية زواجها. وأضافت "تنازلت عن العمل بعد دراسة الماجستير من باب التضحية، وخوفاً على أسرتي، بعدما طلب مني زوجي التفرغ لشؤون المنزل"، مشيرة إلى أن تلك التنازلات دفعته إلى طلب الكثير من التضحيات التي عجزت عن تلبيتها، الأمر الذي أثر على علاقتهما الزوجية. فيما ذكر ناصر العتيبي أن تجارب من هم حوله جعلته يتخذ أسلوباً حازماً مع زوجته، حيث قال "لم أقبل أي تنازلات خلال أول سنة زواج، مما زاد من تفاقم المشاكل بيننا"، لافتاً إلى أنه تعامل مع زوجته بالعناد، الأمر الذي تسبب في حدوث الطلاق.
ويشاركه الرأي محمد الغامدي الذي أشار إلى أن "بعض العادات تكون جزءا من المشكلة، فهي تعطي للزوج القوة مقابل زوجة ضعيفة تضحي من أجل راحة زوجها، وسعادة أولادها، بدون أدنى تبادل في المسؤولية، ودون أن يكون هناك فهم واضـح بأن الزواج شراكة فـعلية في التضـحيات والتـنازلات، من أجل استمرار قطار الزواج.
من جهتها أوضحت المدربة ومستشارة إزالة المشاعر السلبية الدكتورة سحر رجب لـ"الوطن" أنه "في بداية الزواج لا بد أن تكون هناك تنازلات ليتعلم كلا الطرفين معنى الزواج، ويتفهم كل منهما كيف يتعامل مع شريكه، وما الذي يحبه، وما الذي يبغضه، والقسم الأكبر من ذلك يكون من مسؤولية الزوجة، لأن طبيعتها مختلفة، فهي تتحمل العناء من أجل السير بمركب العائلة للأفضل".
في الوقت نفسه قالت إن "تحمل الزوجة يجب ألا يصل إلى حد قبول الإهانة، فهذا مرفوض ولا يجوز بأي حال من الأحوال، والزوجان كرامتهما واحدة، فإن أهدرت كرامة أحدهما سيتأثر الآخر، لذلك لا ضرر ولا ضرار.
وأبانت الدكتوره سحر أن السبب الرئيسي في التنـازل وتـقديم التضحيات بين الأزواج قوة الحب التي بينهما، بحيث يغفر أحدهما للآخر، حرصا على دوام العـشرة، وسعادة الأسـرة".
وأكد أن التنازل لا يضعف من مقام المرأة، ولا ينقص من اعتبارها، بل يـزيد من تـقدير زوجـها لها، داعية الأزواج لحضور بعض الدورات الأسـرية، لتـأهيلـهم والرفع بمـستواهم من أجل أفق أوسع نحو الأفضل.