لا عذر بعد اليوم لمنظمات حقوق الإنسان في عدم طرد إسرائيل من صفوفها،بعد خرقها الحقوق الأساسية والشرعات الدولية للإنسان في أبسط معاييرها.
قارنت بين صور المجندة الإسرائيلية ايدن ايبرجيل والمجندة الأمريكية ليندي إنجلاند ، فلم أجد فرقا. كلتاهما ترتدي بزة عسكرية وتتقرب من المعتقلين لأخذ صورة، ربما تُريها في المستقبل لأبنائها. صورتا الاثنتين ، وإن كانتا تدلان على إنسان بشري ،إلا أنهما تحفظان وحشا بشريا يتغذى بعذابات الضعاف والمقهورين بقوة الاحتلال.
حتى لا ننسى المجندة الأمريكية، فهي بطلة فضيحة معتقل أبو غريب العراقي ومعاناة المعتقلين العراقيين في هذا السجن الذي تحول إلى رمز للاضطهاد البشري.
لا فرق بين إسرائيل وأمريكا. قلنا هذا الكلام مرات ومرات ،وفي الكثير من الأحيان كنا نقول إننا نظلم الولايات المتحدة. ولكن بعد الجرائم التي شهدناها في أبو غريب وغيره من المعتقلات العراقية أو المعتقلات السرية التي أشرفت عليها "سي آي إيه" حول العالم ،نعود إلى الفكرة الأولى أن لا فرق بين الاثنتين سوى بُعد المسافة.
قد تكون نزوة الجندي ما دفع المجندة الإسرائيلية إلى نشر صورها على "الفيس بوك" وهي تضحك قرب معتقلين من كبار السن معصوبي العينين ومكبلي اليدين. ولكن قيادة جيشها، وهي التي أرخت الحبل لمثل هذه الممارسات ، اكتفت بوصف هذا العمل بأنه"قبيح" وأنه تم تحويل ملف القضية إلى الضباط المسؤولين للنظر فيها، دون أن تدري أن نشر مثل هذه الصور يعكس السلوك المتبع تجاه الفلسطينيين كشيء لا إنساني وتجاهل شعورهم كبشر،وأن مثل هذا السلوك هو نتاج الثقافة الرائجة في الجيش الإسرائيلي.