أعيد بطريقة أخرى، أن الاتحاد السعودي لكرة القدم (المنتخب) يخطو خطوات واثقة وهادئة وبدرجة جيدة جداً احترافياً في سنته الأولى التي لم تنته بعد.
انتهى اتحاد القدم أولاً من مشاكل اللجان تدريجياً، وسار في خط مواز مع متطلبات المنتخب الأول، منذ ألغى عقد المدرب العالمي رايكارد، وجاءت البداية موفقة مع (لوبيز) بفوزين على الصين وإندونيسيا، ووصل الآن إلى تنظيم بطولة دولية ودية برعاية شركة OSN مستثمراً أيام (الفيفا) التي تتيح اللعب أكثر من مباراة ودية بما يعزز التصنيف الدولي، والأهم (تطوير) المستوى والعمل الاحترافي سعياً إلى ما يعيد الأخضر لوهجه بإذن الله وتوفيقه.
ولكن المؤسف أن يخرج نقاد – بصفات مختلفة – ويُقرّعون هذا العمل أو يتساءلون عن الفوائد من هذه البطولة، والأسوأ حينما يخالفون (توقف دوري المحترفين)، في وقت تلعب منتخبات ضمن التصفيات المونديالية والقارية حسب روزنامة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وبالتالي إيقاف الدوري إجبارياً حيث ستفقد بعض الأندية لاعبيها الدوليين، والكيني ديفيد أوشينج لاعب التعاون مثال حي، وإن كانت أغلب الأندية السعودية ليس لديها محترفون في منتخبات بلدانهم، فإن هذا التوقف يصادف أيام الفيفا ولا بد من استثماره على عدة أصعدة فنياً واستثمارياً.
كنا ننتقد اتحاد القدم على عدم استفادته من أيام الفيفا ونطالبه بلعب مباريات مفيدة، وحينما اتجه لهذا العمل (الروتيني) و(الضروري) صادمه كثيرون من (هواة) النقد.
والحقيقة التي يجب أن تقال أن إدارة المنتخب السابقة بقيادة محمد المسحل، بدأت هذا العمل (المحترم) ولعبنا مع إسبانيا على أرضها والأرجنتين على أرضنا، بعد سنوات عجاف، وهذه الأيام وسع اتحاد القدم الجديد هذه الفوائد والعمل الاحترافي بتنظيم بطولة ودية مع منتخبات معروفة ومتفاوتة المستويات، وتلبي احتياج ومعايير البطولة.
وسأستشهد بأحد العوامل التي ذكرها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد في المؤتمر الذي سبق انطلاقة البطولة، مشيراً إلى أهمية تعود كوادرنا الشابة على تنظيم البطولات، وما استجد في هذا الجانب على الصعيدين القاري والدولي، وهو هنا يلامس جرحاً عميقاً بمسافة السنوات التي لم نستضف فيها بطولات.
وفوائد أخرى أن المنتخب وهو في بداية الموسم لن يتكبد مشاق السفر للعب مباريات ودية. وكذلك الفوائد الفنية بعد خمسة أشهر منذ آخر مباراة للمنتخب وقبل شهر من مباراة مهمة جدا في تصفيات آسيا أمام المنتخب العراقي العنيد. أيضا رعاية شركة (أوسن) ستفيد مالياً، على الأقل تكفي اتحاد القدم صرف احتياجات لعب مباراة أو اثنتين في مثل هذا الوقت، وهذا تطور جديد على الصعيد الاستثماري.
بقيت (جدلية) العناصر التي يضمها المدرب – أيا كان – وإن كنت أضم صوتي لمن يستغربون ضم لاعبين لم يشاركوا أنديتهم في أول جولتين، لكنني في الوقت نفسه أجد العذر للمدرب كون أول جولتين ليستا حكما قاطعا، ولا سيما أن جميع الأندية استقطبت لاعبين جددا وأغلبها غيرت مدربيها، إضافة إلى أن (لوبيز) اعتمد على لاعبين معينين في المباراتين السابقتين وتابعهم في التدريبات والدورات الودية خلال رمضان في الإمارات.
في المجمل الفوائد كثيرة والإيجابيات تفوق السلبيات بنسبة كبيرة، والأكيد أن تجربة نيوزيلندا أمس الأول كشفت إيجابيات، ولا بد أن تكون مباراة ترينيداد وتوباغو أفضل في معطيات المباريات الودية التي تعزز تثبيت التشكيلة الأساسية.