عيسى علي المازني


إن تربية الأبناء مسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة، فهم زينة الحاضر والمستقبل، وهم رجال الغد وبناة المجد، فحينما تتكامل مؤسسات المجتمع بدءا من الأسرة والمدرسة ونستشعر جميعاً عظم المسؤولية لأجل إعداد جيل قادر على الصعود إلى قمة المجد في شتى صنوف المعرفة فحقاً سنتبوأ المكانة التي نستحقها بين الأمم، أما حين نغفل هذه المسؤولية ولا نهتم بها ونترك التربية الحقة للأبناء على القيم الإنسانية ونوكل بالتربية غيرنا من الخدم والسائقين الأجانب والشاشات التقنية فلا شك أننا سنعرف مذاق الحسرة والندم حينما نرى غيرنا تسطر أجيالهم الحضارات وتزداد الحسرة حينما نكون من فرط في البناء والتقويم.

أبناؤنا تواجههم في الحياة صعوبات وتحديات وهم بحاجة إلى من ينير لهم الطريق ويقودهم إلى طريق الصلاح، أبناؤنا يملكون الجهد والوقت والذكاء والفطنة وهم بحاجة إلى مؤسسات ترعاهم وتتبنى أفكارهم.

إن الزمن الذي يعيش فيه أبناؤنا اليوم غير الزمن الذي عشنا فيه من قبل. فهل حقاً قدرنا الفرق بين الزمنين وأوجدنا التربية القادرة على الاستفادة من متغيرات الزمن في مصلحة أبنائنا؟

أبناؤنا، صفحات بيضاء قابلة للكتابة فمن يمسك القلم؟ ويا ترى ماذا سيرسم؟ أبناؤنا مزارع طيبة للزارع فمن الزارع وما هي الثمرة؟

كلي أمل أن نعمل على تربية جيل تكتمل فيه الأخلاق مع المعرفة والعطاء مع الحكمة، ولن يأتي ذلك الجيل إلا بالعمل والتكامل.