لم يتوقع أحد ما حدث عند خط نهاية السباق. كان العداءون يجتهدون لبلوغ خط النهاية، بينما احتشد المتفرجون على جانبي المضمار. كانت أصوات صافرات الإنذار تنطلق من سيارات الشرطة. قبل نصف ميل من النهاية أعلن منظمو السباق أن خط النهاية قد تمت إزالته. عند الميل 25 أبلغ رجال الشرطة العدائين الذين كانوا يتأخرون عن زملائهم أن السباق قد تم إلغاؤه. وجد بعض العدائين أنفسهم أمام وضع صعب حيث لم يستطيعوا الوصول لمتعلقاتهم الشخصية من نقود وهواتف محمولة ولم يستطيعوا الوصول إلى الفنادق التي يقيمون فيها حيث إنهم من خارج المدينة كانوا يعانون من البرد والإنهاك. إلا أن سكان المدينة تعاملوا معهم بكل لطف وأمدوهم بالبطانيات والسترات والنقود والغذاء ووفروا لهم أمكنة للمبيت. يقول العداء غلين شيهان وهو من سكان كاليفورنيا الجنوبية في حديث لصحيفة "بوسطن جلوب" ان "مواطني هذه المدينة رائعون، كانوا يقولون لنا خذوا الماء، وخذوا الطعام". كما يقول زميله كاثي كوت الذي تلقى مساعدة من السكان قرب فندق إيليوت "أحد الرجال الرائعين أعطاني معطفه وعرض علي استخدام هاتفه المحمول، كما ذهب وأحضر لي بطانية".
عانى كثير من العداءين والجمهور بعد وقوع الانفجار من صعوبة التواصل مع أسرهم وأقربائهم. كانت ليزا فاسالو التي تعيش في ديدهام تقف على مقربة من خط النهاية عندما أوقف رجال الشرطة المتسابقين. كان الموقف غريباً إلا أنهم أدركوا في ما بعد أن هناك انفجارين وقعا عند خط النهاية. تقول فاسالو التي انخرطت في نوبة بكاء "أول من فكرت فيهم هم أطفالي لأني كنت أدرك أنهم يقفون عند الخط". في ما بعد وجدتهم واحتضنتهم.
تجاوزت راشيل مودي وهي إحدى المتسابقات مسافة كبيرة من السباق برفقة أحد أصدقائها قبل وقوع الانفجار الأول. لم يدر المتسابقات ماذا عليهما أن يفعلا، حاولا البحث عن بقية أصدقائهما لكن رجال الشرطة طلبوا منهما الرجوع. فرجعا وأرسلا لهم رسالة هاتفية بأنهما على ما يرام. لكن بعد 2- دقيقة قام رجال الشرطة بإخلاء المكان الذي يوجدان به. وجدت مودي نفسها وحيدة ولم تدر أين تذهب. تقول والدموع تتساقط من عينيها إن إحدى نساء المدينة ساعدتها في البحث عن صديقها حتى وجدته ثانية. كذلك طلب رجال الشرطة من المتسابقين وأسرهم مغادرة شارع ستوارت، لكن الذين تم إخلاء الفنادق التي يقيمون بها أو الذين كانت سياراتهم تقف في أماكن تم إغلاقها لم يستطيعوا التصرف. ولمساعدتهم قررت بعض المطاعم أن تبقى مفتوحة طوال الليل لاستضافتهم وتوفير أماكن لبقائهم. ويقول أحد سكان المدينة ويدعى غانون "لم أستطع الذهاب إلى منزلي في ذلك الليل. كنت أشعر أنه ينبغي علي القيام بشيء ما.