اختتمت إمارة منطقة مكة المكرمة ورش العمل التي دعت لحضورها القياديين والمسؤولين والشباب، مستهدفة مراجعة وتحديث استراتيجية المنطقة، والوقوف على ابرز الإنجازات التي تحققت في فترة السنوات الخمس الماضية، التي تمثل نصف المدة الزمنية للخطة العشرية التي سبق وأن شارك في صياغتها أهالي منطقة مكة المكرمة.
وشارك في ورشة العمل الختامة التي استمرت يومين، واختتمت أمس، بحضور جميع مديري ورؤساء القطاعات الحكومية والأهلية والبالغ عددهم نحو 120 قياديا، إضافة إلى 40 شابا من منطقة مكة المكرمة، وحضور وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، حيث ناقش الجميع مخرجات ورش العمل التي خلصت إلى نحو 60 مبادرة جديدة، 70% منها تتعلق ببناء الإنسان.
وأكد الدكتور الخضيري خلال الورشة الختامية أن أمانة مجلس المنطقة ستعمل على إعادة صياغة المبادرات والعمل على تفعيلها خلال الخمس سنوات المقبلة الفترة المتبقية من الخطة العشرية، مشيرا إلى أن ما تحقق في الخطة حتى الآن يفوق التوقعات فيما يتعلق ببناء المكان في ظل الدعم الذي تلقاه المنطقة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبمتابعة مباشرة من أمير المنطقة.
وأوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح أنه شارك في الجلسة الختامية خمسة قطاعات هي: الاجتماعي والأمني، والبلديات والبنى التحتية، والتعليم، والعمل والإعلام والتجارة والشباب، والقطاع الصحي، مبينا أن نحو 120 قياديا شاركوا في النقاش إضافة لـ40 شابا وشابة وعدد من الإعلاميين والأكاديميين والأهالي.
وأضاف أنه بفضل الله ثم بدعم أمير المنطقة ومتابعة وكيل الإمارة الدكتور الخضيري اختتمت ورش العمل التي عملت خلال اليومين الماضيين على تحديث ومراجعة استراتيجية المنطقة.
ووصف وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية أن ما تحقق من خلال المداولات والمناقشات بأنه متميز ومثمر، مضيفا "أثمر عن ورش العمل مراجعة الخطة السابعة وتقييمها كذلك تم تحديد مواطن الإخفاق والنجاح في المرحلة الماضية".
وتابع القول "تمخض عن النقاشات مبادرات عدة وبرامج جديدة والتي ستطبق خلال السنوات الخمس المقبلة إضافة لبلورة العديد من المشاريع والبرامج والخطط الواضحة للخطة الخمسية العاشرة للدولة، وأن أبرز ما يميز الاستراتيجية أنها من صنع أبناء المنطقة مواطنين ومسؤولين وهذا ما جعلها تحظي بالقبول والتنفيذ السريع".
وأضاف أنه حين أطلق الأمير خالد الفيصل رؤيته التنموية "نحو العالم الأول"، بدأ رسم الهدف المنشود وأطلق المبادرة المطلوبة التي يجب أن تعمل الكوادر المتخصصة في سبيل تحقيقها بأساليب علمية وعملية، من خلال برامج تنفيذية عقلانية لا ترضخ للخمول والكسل ولا تكون أحلاما لا يمكن تحقيقها.
وأشار إلى أن ما تم تطويره من نهج فكري جاء عن طريق ورش العمل واللقاءات والمبادرات التي شاركت فيها كوادر المنطقة لتطويرها، مضيفا أنه لم يعد خافياً أن التنمية إذا لم تحقق هدفي التوازن والاستدامة، فإنها تصبح تنمية ناقصة ونتائجها غير مرضية، وأنه من أهم أهداف الرؤية التنموية شموليتها لكامل المنطقة مكانيا وسكانيا بحيث تصل جهود ومخرجات التنمية في آخر المطاف لكل قرية ولكل ساكن.
واستعرض المسارات المتزامنة في التنمية المتوازنة ومن أهمها عواصم المحافظات، والبعد الزمني المقترح المقدر بخمس سنوات منذ بدء تنفيذ الرؤية، ومجموعة ثانية تمثلها المدن الرئيسية في المحافظات والتي يزيد سكانها على خمسة آلاف مواطن من المنتظر أن تصل إلى مستويات جيدة من التنمية خلال السنوات العشر الأولى من الرؤية التنموية، مشيرا إلى أن المجموعة الثالثة تشمل القرى الكبرى التي يزيد سكانها على 1000 نسمة ويتم استهدافها خلال 20 سنة من بدء تنفيذ الرؤية التنموية، أما المجموعة الرابعة فتتضمن القرى الصغيرة والهجر وتحقيق التنمية المطلوبة خلال 30 عاما من بدء التنفيذ.
وأوضح مدير عام الدراسات والعلاقات العامة في إمارة المنطقة سلطان الدوسري أن استراتيجية منطقة مكة المكرمة في محور بناء الإنسان تعمل على التركيز على إحداث برامج شبابية تعنى بتطوير ودعم هذه الفئة كونهم يشكلون النسبة الأكبر من سكان المنطقة ما نتج عنه تشكيل اللجنة الشبابية في مجلس المنطقة التي تبنت عددا من البرامج منها: ملتقى الشباب والذي يعتبر الفعالية الأكبر حيث يشارك فيه هذا العام أكثر من 550 ألف طالب وطالبة من التعليم العالي والعام في 34 مسابقة ثقافية وعلمية ورياضية بهدف إبراز المواهب ودعمها وإعدادها بالشكل المطلوب، وفي هذا العام أيضا بدأ الملتقى بتبني رسالة شعارها "الشعور بالمسؤولية واحترام النظام" حيث يتم التعريف بها عبر 120 فعالية ورسائل توعوية وإعلامية.
وأوضح مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي، أن الخطة الخمسية لميناء جدة الإسلامي تضم إنشاء ميناء في الليث وتحويل بعض الخدمات إليه، إضافة إلى إنشاء محطة حاويات رابعة جديدة في ميناء جدة الإسلامي، إلى جانب خطط لتبادل المعلومات بين القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة والربط الإلكتروني، ورفع الطاقة الاستيعابية لمواكبة أنواع وأحجام السفن التي شهدت تطورا كبيرا في الفترة الراهنة.
وبين أن لقاء تحديث استراتيجية المنطقة يعرض خلاله كل جهاز أفكاره، مشيرا إلى أن لجان التخطيط والتطوير وجدت أن أفضل خيار هو تحويل المؤسسة العامة إلى هيئة وطنية.