انتقد الروائي المصري فؤاد قنديل ما سماه جسارة بعض الروائيات العربيات، وقال إن بعض الروائيات يستعرضن جسارتهن، وأن الأهم في الرواية ليس الجسارة التي تأتي عادة كتركيب متخلف في النص الروائي، ولكن الجسارة تحضر في اللغة والحس الإنساني وقوة التعبير.
جاء ذلك خلال تكريمه أول من أمس في إثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة.
وأجاب الروائي المصري على سؤال "الوطن" حول العلاقة بين النص الروائي والتاريخ، بقوله إن هناك من يخلط بين الرواية والتاريخ، فحتى حين تتناول الرواية أحداثا تاريخية فإن القصد ليس ألأحداث بذاتها وإنما ما تخفيه، فالرواية بشكل ما هي سجل للتاريخ ولكنه ليس ذلك التاريخ الرسمي وإنما تاريخ الناس والشارع وحال الشعب والاقتصاد والأفكار والممارسات في الزمن الذي تتناوله الرواية، لذلك يقول النقاد إذا كنا نريد أن نعرف حقيقة التاريخ علينا أن نعثر عليه في الرواية ، فنحن نعرف التاريخ الفرنسي وتاريخ مصر في الأدب أكثر مما نعرفه في كتب التاريخ المكرسة.
وحول قضية الحرية وما إذا كانت شرطا للإبداع وهو سؤال طرحه الشاعر أحمد عائل فقيهي قال قنديل: إن على الكاتب ألا يتطلع إلى حرية بلا حدود أو بلا ضوابط وأنا مع الحرية المسؤولة، ومع ذلك فإن غياب الحرية ليس ذريعة كافية لعدم الكتابة، فالروائي يستطيع أن يكتب ويقول ما يشاء مهما كانت الحرية ضيقة، فهناك أساليب للتورية وأساليب للترميز توفر للكاتب إمكانية أن يقول ما يشاء.
وأكد قنديل أن دولا بعينها مثل مصر وسورية تعتقد بأنها ذات تاريخ، وهذا يعطيها الحق بالتفوق، لكن الأبناء لا يبقون أبناء وإنما يشبون ويستقلون، وهذه النظرية لم تعد مجدية اليوم مع تقدم وسائل الاتصال وشيوع الثقافة، لذلك أتوقع أن يكون هناك نهضة عربية مستقبلا، ولكنها ستبدأ من دول الخليج العربي لأنها تمتلك مقومات هذه النهضة، أو أن دول الخليج ستكون مثالها، فلديها تعليم جيد وجامعات كثيرة واهتمام كبير بالتربية وحكام لديهم الحكمة.