رغم أن مسار الحوار مع أم طيبة إحدى قياديات هيئة حرائر الشام كان للحديث عن الواقع الصحي وتأمين الحياة الكريمة للاجئين السوريين وبخاصة الأطفال، إلا أن الحديث أخذ مجرى آخر، بعد مرور 15 دقيقة، للخوض في أكثر الملفات حساسية، وهو "الكابوس النفسي" بفعل جرائم الاغتصاب اللاتي تعرضن لها فتيات ونساء من قبل بعض الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للأسد المعروفة بـ"الشبيحة"، التي تدخل ضمن عمليات الحرب النفسية لإخضاع الشعب عن ثورته.

أم طيبة أثناء حديثها إلى "الوطن"، كشفت عن تعرض بعض اللاجئات إلى عمليات اغتصاب منظمة، إلا أنهن استطعن الهروب إلى خارج الحدود، وأصبحن يعشن حالة من العزلة النفسية المخيفة، والانقطاع شبه التام عن محيطهن الخارجي سواء الأسرة، أو الأصدقاء.

وتضيف أم طيبة وهو "اسمها الحركي"، وتحتفظ الوطن باسمها، "هناك إشكالية كبيرة في تقديم دعم العلاج النفسي للمغتصبات، وهو مكلف جدا، ويحتاج إلى أن تكون له أولوية في بعض الاحتياجات الطبية"، حيث تذكر أن بعض اللاجئات حينما تبادر بسؤالهن عما جرى لهن، يدخلن بشكل مباشر في حالة من "الصراخ الهستيري الشديد"، نظير ما يتذكرنه من أزمة الاغتصاب اللاتي تعرضن لها.

هيئة حرائر الشام تتخذ من طرابلس بشمال لبنان، مقرا لها وتعمل في محيط اللاجئين السوريين الذين قدم أغلبهم من حمص، وتصف القيادية فيه "الحالة الإنسانية" لأوضاع اللاجئين بـ"الكارثة".

وبينما هي تتكلم كانت تدعم حديثها بمقاطع فيديو وصور خاصة من هاتفها النقال، للدلالة على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون سواء من ناحية السكن المرتفع التكاليف في لبنان الذي ارتفع 3 أضعاف عما كان عليه سابقا، إضافة إلى انعدام سبل الحياة الكريمة. فبعض صورها تعرض عائلة مكونة من 20 فردا تقطن في غرفة واحدة مساحتها لا تتجاوز 16 متر مربعا.

من ضمن المحاور التي ركزت عليها أم طيبة في حديثها ما يتعلق بـ"المفقودين"، التي تعد هي الأخرى ـ بحسب قولها ـ كارثة أخرى، فتظهر بعض مقاطع الفيديو طفلة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، تتحدث "بطريقة عفوية"، عن الكيفية التي تم فيها اعتقال والدها من قبل شبيحة الأسد والطريقة الأمنية التي اقتحموا فيها منزلهم الكائن بحي الخالدية بحمص، حيث لا تعرف العائلة عن عائلها أي معلومة عنه منذ أكثر من 8 أشهر. وتؤكد أم طيبة أن عدد الأطفال السوريين الأيتام وصل إلى 90 ألف طفل، وأن الحاجة الإغاثية لللاجئين السوريين في لبنان هي في المشاريع الطبية، ومشاريع تسديد نفقات إيجارات المساكن، التي تتربع على رأس الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في لبنان.