أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أن الخطة الاستراتيجية لتنمية منطقة مكة المكرمة بنيت على خطط المملكة الخمسية والمخطط التنموي للمنطقة والأنظمة والقرارات المتبعة، وحققت ولله الحمد نجاحات متميزة. وقال "إن كان هناك من تهنئة وشكر، فهو لمواطن مكة المكرمة الذي بدأ معنا اجتماعا قبل 5 سنوات لوضع الخطة الاستراتيجية لتنمية المنطقة عبر استخدام رؤى وأفكار جديدة كأول منطقة من مناطق المملكة يجتمع أبناؤها وبناتها ليضعوا خطة لتطوير منطقتهم".

وأضاف الأمير خالد الفيصل لدى افتتاحه أمس، ورشة عمل تحديث استراتيجية منطقة مكة المكرمة العشرية التي انطلقت قبل نحو خمس سنوات "لم نسلك الطريق المتبع في كل الحالات التي تتطلب دراسة موضوع ما، كون الخطط المتبعة سابقا هي أن نستدعي شركة من خارج البلاد، ونطلب منها أن تضع لنا خطة استراتيجية ثم نطبقها على أبناء هذه البلاد، فالشركة لا تعرف البلاد، والمواطن لا يعرف الشركة، فرأينا أن نبدأ من حيث بدأ العالم الأول بالاعتماد على النفس، وذلك بوضع استراتيجيتكم التنموية، فأنتم من وضعتم هذه الاستراتيجية، وأنتم الذين نجحتم في تطبيقها، لأنها استراتيجيتكم وأنتم أعرف بها".

أنموذج المنطقة

واستطرد أمير المنطقة قائلا "نحن في الاستراتيجية أردنا أن تكون منطقة مكة المكرمة أنموذجا وقدوة، فكيف تكون منطقة مكة أنموذجا اذا كنا سننقل تجارب من هنا وهناك وأفكارا وقيما ومبادئ لا تتطابق مع مبادئنا الإسلامية، ونحن سكان البلد الحرام، سكان مكة المكرمة، نحن أولى الناس بالاحتفاظ بقيمنا ومبادئنا الإسلامية وبنهجنا الإسلامي، فكانت استراتيجيتكم مبنية على هذا الأساس، وركزنا على أن نكون مبادرين بأفكار ومفاهيم جديدة، ومن هذه المفاهيم الجديدة، دور الإمارة في التنمية ودورها في المجتمع وعلاقتها بالمواطن وعلاقته بها وعلاقة الإمارة بالإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية".

وقال "في السنوات الماضية كانت الفكرة مشوشة لدى المواطن ولدى المسؤول عن ماهية العلاقة بين القطاعات الحكومية، فأي مدير إدارة حكومية أو أي مسؤول يقول: أنا أتبع من؟، هل أتبع أمير المنطقة الذي يقول لي افعل كذا وكذا.. أم أتبع الوزير الذي يقول لي: لا تذهب لاجتماعات إمارة المنطقة؟". واصفا الحال سابقا بأنه حالة من الإرباك التي لا تجعل المسؤول يعرف ماذا يفعل.

هيكلة الإمارة

وشدد الأمير خالد الفيصل على أن هم الإمارة منذ اليوم الأول لوضع الاستراتيجية أن تقول للجميع سوف نبدأ التطوير من الإمارة، قائلا "تم البدء بهيكلة الإمارة باستقطاب كفاءات جديدة واستحداث إدارات جديدة معنية بالتنمية، فكانت هناك وكالة للتنمية ووكالة للتطوير والتقنية، وإدارة عامة للعلاقات والمقصود منها هي علاقة الإمارة بالمواطن، وعلاقة الإمارة بالمسؤولين، وعلاقة الإمارة بالإدارات الأهلية والحكومية، ونشأ هذا الرابط، وكانت أول كلمة قلتها في هذه المنطقة في النادي الأدبي في جدة عن ثقافة الأمل في مواجهة ثقافة الإحباط والحمد لله بجهود المواطن في هذه المنطقة بدأ يتحول الإحباط إلى أمل، وبدأنا نشعر بحماس للتنمية والتقدم والتطور، وأنا أشعر الآن بثقة المواطن في نفسه، وأنه يستطيع أن ينجح، وقد برهن مواطن هذه المنطقة خلال 5 سنوات ماضية على أنه يستطيع أن ينجز".

وقال "أنتم هنا تضربون مثلا للتنمية وهذا النموذج الجديد منبعه منكم أنتم، وأنا فخور بأن هذه الاستراتيجية جاءت منكم ونجحت بكم، وسوف تطورونها وتحدثونها في اجتماعاتكم، وسوف تكون السنوات الخمس المقبلة، كما تريدون وتخططون لتكون أفضل من سابقتها والتي هي فعلا مصدر فخر لكم جميعا".

وقدم الأمير خالد الفيصل في نهاية كلمته شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، قائلا "الملك عبدالله لم نقدم له مشروعا مدروسا إلا ويأمر بتنفيذه فورا، ومنطقة مكة المكرمة هي المنطقة الوحيدة التي تحفل بأربع لجان وزارية، وأن الوزراء أصبحوا يطلبون من الإمارة العون، ويقدمون لها الأفكار، ويطلبون مشاركة الإمارة بعد أن كنا نحن نسعى إلى طلبهم". وطمأن الجميع بأن الوضع التنموي مريح، قائلا "المستقبل يبتسم لكم فقابلوا مستقبلكم الباسم ببسمة، وستصلون للخير الوفير وأنتم أهل لذلك".

رؤية تنموية

من جانبه، أوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن تحقيق الأهداف السامية لتطوير المجتمعات والوصول بها إلى مستويات عالية من التنمية يمثل حقا مشروعا لكل مجتمع إنساني صغر أو كبر حجمه، وما يحدد مستوى تنمية المجتمع هو عدد من العوامل والمبادرات التي يتم القيام بها، ولعل أهم عامل ثبت نجاحه في كثير من المجتمعات هو وجود رؤية واضحة تنطلق ومضتها الأولى من قيادة مميزة ذات بصر وبصيرة، ثم يتم دعم ذلك بالدراسات والاستراتيجيات والكوادر المحققة لها.

وأضاف أنه حين أطلق أمير منطقة مكة المكرمة رؤيته التنموية "نحو العالم الأول" فقد رسم الهدف المنشود وأطلق المبادرة المطلوبة التي يجب أن تعمل الكوادر المتخصصة في سبيل تحقيقها بأساليب علمية، وعملية من خلال برامج تنفيذية عقلانية لا ترضخ للخمول والكسل ولا تكون أحلام لا يمكن الوصول إليها.

وقال "لم يعد خافيا أن التنمية إذا لم تحقق هدفي التوازن، والاستدامة فإنها تصبح تنمية ناقصة أو بمعنى آخر سوف تنتج عنها سلبيات تحد مما يتحقق من إيجابيات. ولذا فإن من أهم الأمور التي تهدف إليها الرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة شموليتها لكامل المنطقة مكانيا وسكانيا بحيث تصل جهود ومخرجات التنمية في آخر المطاف لكل قرية ولكل ساكن".

إدارة للتواصل

من جهته أوضح مدير عام الدراسات والعلاقات العامة في إمارة المنطقة سلطان الدوسري أنه بتوجيه من أمير المنطقة تم إنشاء إدارة عامة للدراسات والعلاقات العامة والإعلام وتركز دورها حول علاقة الإمارة بالمجتمع بكل أطيافه.

وأضاف: تشرف الإدارة على كل المشاريع التنموية في المنطقة، مستخدمة وسائل الاتصال المتاحة، كما أنها حرصت على توحيد الجهود وإيصال صوت الحكومة الحقيقي للمواطن، والرد على كل من يحاول الإساءة أو التقليل من الجهود التي تقوم بها الحكومة بكل إداراتها في المنطقة.

وأوضح أن استراتيجية منطقة مكة المكرمة في محور بناء الإنسان تركز على إحداث برامج شبابية تعنى بتطوير ودعم الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان المنطقة، فتشكلت اللجنة الشبابية بمجلس المنطقة التي تبنت عددا من البرامج الشبابية، ومنها ملتقى الشباب الفعالية الأكبر حيث يشارك فيه هذا العام أكثر من 550 ألف طالب وطالبة من التعليم العالي والعام في 34 مسابقة ثقافية وعلمية ورياضية، بهدف إبراز المواهب ودعمها وإعدادها بالشكل المطلوب.




"الرقم 5".. سر الإيجاز والإنجاز


جدة: محمد المرعشي

الرقم 5، تكرر كثيرا في نقاشات تحديث الخطة الاستراتيحية لمنطقة مكة المكرمة أمس، فالخطة أساسا قسمت إلى قمسين، كل قسم مدته 5 سنوات، وأتيحت للحضور المداخلات في 5 دقائق لكل متحدث بحد أقصى. وبلغ عدد المتحدثين 15 شخصا، فيما تحدث الأمير خالد الفيصل في 25 دقيقة، مؤكدا في حديث باسم مع الحضور أنه سيمارس عليهم "الديكتاتورية"، لاستقطاع أكبر وقت ممكن.

المشهد يوحي بأن هناك حديثا طويلا، قاعة ممتلئة بالمسؤولين واستراتيجية ستطرح للنقاش، مستقبل المنطقة في 5 سنوات قادمة سيعرض في وقت قصير، 15 متحدثا عرضوا تحديثات الخطة التنموية لمنطقة مكة المكرمة، كل ذلك المشهد كان يحتاج إلى ترتيب منظم، يضمن للحضور استماع يتيح لهم الإحاطة بكل ما يجري من تطوير وتحديث لتلك الاستراتيجية.

الرقم 5، كان مفتاح التنظيم في 100 دقيقة قضاها المتحدثون يعرضون مستقبل المنطقة في 5 دقائق لكل مسؤول من الـ15 متحدثا من مديري الجهات الحكومية و5 أضعاف الـ5 دقائق كانت لأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، مدير الجلسة، وسط حرص وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري على ألا يتجاوز أي متحدث الدقائق المتاحة للحديث حتى وإن لم يكمل حديثه، وهي خطوة لقيت استحسان الحضور، الذين أشادوا بحرص المنظمين على الوقت وإعطاء الفرصة للمتحدثين بالتساوي.

الخطة الخمسية التي عرضت صباح أمس بحضور كثيف، ساقت بشرى تطويرية كبيرة لسكان منطقة مكة المكرمة بتطوير مرتقب خلال السنوات الخمس القادمة من العام 1434هـ إلى العام 1439هـ، وذلك من خلال ما عرض من خطط تطويرية لمدن جدة ومكة المكرمة والطائف وبقية محافظات المنطقة، وتطرقت الخطة لكافة النواحي الحياتية التي تهم المواطن في هذه المنطقة من الصحة والتعليم والنقل والمواصلات والخدمات البلدية وكذلك تطوير المناطق العشوائية، والمشاريع التنموية المستقبلية التي تخص هذه المنطقة، كما تطرقت الخطة لبناء الإنسان والأهداف التي وضعت في الخطة المستقبلية.







إنجازات تحققت في الخطة العشرية


مشاريع المياه والصرف الصحي:

• وصلت إلى 30% من حجم المستهدف تنفيذه خلال 5 سنوات.

* قيمة ما نفذ من مشاريع للمياه بلغ 278 مليار ريال.

• بلغ حجم اعتماد المشاريع الصحية بجدة 25% والطائف 37%.

مشاريع صحية:

• بلغ عدد الأسرة في مستشفيات المنطقة 8997 سريرا.

• 3 مستشفيات جديدة في منى ومستشفيان في عرفات، إضافة إلى مستشفيات تدخل الخدمة لأول مرة بالمحافظات.

مشاريع تعليمية:

• تنفيذ 5600 برنامج تعليمي خلال 5 سنوات ماضية.

• ندرة الأراضي عطلت نحو 120 مشروعا تعليميا.

مشاريع الطرق والنقل:

• تنفيذ 81 مشروعا قيمتها 4 مليارات.

• اعتماد 21 مشروعا جديدا بتكلفة 21 مليارا.

• تكلفة مشروع قطار الحرمين في مرحلته الأولى 6 مليارات.