في الرياض تحديداً، البحث عن "موقف" لسيارتك أهم أحياناً من تسجيل "موقف" ضد أي قضية كبرى!
أمر لا يمكن فهمه.. كيف لأجهزة حكومية كبرى تتماس مع حياة الناس لا توفر مواقف لسيارات المراجعين.. اذهب لأي مول تجاري ضخم تجد إدارة المجمع توفر مواقف لسيارات العملاء والمرتادين.. أحيانا يتجاوز عددها ألف موقف!
لكنك تذهب لمؤسسات الحكومة - وزارة الخارجية أو التربية مثلاً - فلا تعثر على أي موقف.. بل ممنوع عليك منعاً باتاً أن تدخل سيارتك داخل مواقف الوزارة.. إن أردت أن تركن سيارتك فابحث عن موقف لها خارج محيط الوزارة، و"إذا مو عاجبك تعال بسيارة ليموزين"!
والورطة إن اضطرتك الظروف لزيارة وزارة الخارجية بالذات.. ليس هناك مواقف في محيطها.. بل يتوجب عليك البحث عن موقف في الأحياء والشوارع المجاورة، ثم عبور شارع رئيس سريع، وقد تصدمك سيارة مسرعة وتجعل من هذه الزيارة آخر زيارة في حياتك!
نحن نعاتب الأمانات والبلديات كيف تسمح بافتتاح مطاعم دون وجود مواقف كافية لزبائن هذا المطعم، مما يسبب إرباك الحركة المرورية.. ما الذي يمكن قوله حينما ترتاد مؤسسة حكومية لا توفر لسيارتك موقفاً!
إن حسن استقبال المراجعين يبدأ من مواقف السيارات.. حينما توفر مواقف لسيارات المراجعين فأنت تقوم بالخطوة الأولى لاستقبالهم.. أما أن تضطرني لأن أبحث عن موقف لسيارتي لمدة ساعة وألجأ للشوارع الخلفية ثم أجدك في الصحف تتحدث عن جهودك لخدمة المواطنين، فأنت تبيع لي "كلام في كلام"!
وكالعادة، وكما نكرر دوماً: لو اضطر الوزير لأن يسلك طريق المواطن لأدرك معاناته.