يعتقد كثيرون أن الرمد الربيعي يظهر في فصل الربيع فقط، وهذا اعتقاد خاطئ، إذ إنه يتزايد وجوده في هذه الفترة لوجود عوامل مسببة له مثل الغبار الكثير من الرياح وتقلبات الجو، فيزيد من تحسس العين لهذه المسببات، ولكن هو مرض يوجد وينتشر خلال السنة كلها لوجود أسباب أخرى غير الغبار.
وعن كيفية التشخيص والعلاج يقول استشاري أمراض وجراحة العيون في مستشفى الدكتور غسان نجيب فرعون الدكتور رامي محمد نتيفة إن الرمد الربيعي مرض وراثي تحسسي شديد في العين ويظهر في ملتحمة العين حول السواد حتى يصل إلى الجفون وله عدة أشكال ودرجات من بسيط ومتوسط إلى شديد، وهو عادة ما يظهر في المرحلة العمرية من سن 10 إلى 18 عاما، وهو أحد مظاهر الدفاع عن النفس. وإن إصابة العينين لدى الشخص الواحد لا تكون بنفس الدرجة، حيث تكون إحداهما أكثر تأثرا بالمرض من الأخرى وتحدث نتوءات في الجفن. والتأخر في علاج الرمد الربيعي يسبب تعتيم في القرنية. وأضاف: مثلا عندما يكون الإنسان عنده مناعة ضعيفة يستقبل المرض أكثر من غيره. ويمكن تشخيص الرمد الربيعي عن طريق أخذ مسحة من الملتحمة لفحصها في المختبر حتى يتمكن من تمييز الحالة من بعض الأمراض الأخرى التي تشابهها في الأعراض مثل التهابات الملتحمة الأخرى.
وبين الدكتور رامي نتيفة أن أعراضه تتمثل في: دمعة في العين، حكة في العينين، وسبب هذه الحكة إفراز مادة الهيستامين، إفرازات مخاطية صفراء أو بيضاء اللون، وتتكون على شكل خيوط لزجة، إحمرار وتورم في الجفن، هبوط الأجفان العلوية، الإحساس بجسم غريب في العين، عدم تحمل الإضاءة والنور وهذا في الإصابة الشديدة، الإحساس بوجود رمل أو حبيبات في الجفون، وضعف النظر في الحالات المتقدمة نتيجة التهابات أو تقرحات في قرنية العين.
وأضاف الدكتور رامي أن أسباب هذا المرض هو أن أي مادة ممكن أن تتحسس منها العين مثل: البخور والمبيدات والعطور والموكيت والحيوانات الأليفة ومواد التنظيف والتكييف بخلاف الغبار والأتربة والارتفاع في درجات الحرارة وزواج الأقارب.
وأوضح الدكتور رامي أن الذكور أكثر تعرضا للمرض من الإناث في دول الخليج والدول العربية عامة لوجود الإناث في المنزل دائما وعدم تعرضهم لمسببات المرض، أما الذكور لخروجهم إلى العمل باستمرار يكونون عرضة أكثر للمرض.
وبين الدكتور نتيفة أن العلاج يتمثل في حالتين البسيطة والشديدة وهما:
1ـ الحالات البسيطة: تعطى قطرات مضادة للهيستامين بالإضافة قطرات أخرى تمنع إفرازات مادة الهيستامين من الخلايا، ويجب استعمالها أربع مرات في اليوم على الأقل لعدة أسابيع حتى يبدأ مفعولها.
2ـ الحالات الشديدة: تعطى قطرات تحتوي في تركيبها على الكورتيزون، لكن استعمال هذه القطرات لمدة طويلة قد يسبب مضاعفات خطيرة للعين مثل حدوث المياه البيضاء أو ارتفاع ضغط العين، لذلك يجب استعمال هذه القطرات فقط تحت إشراف طبيب العيون، وعدم تكرار استخدامها دون استشارة الطبيب.
وعادة المريض يتماثل للشفاء إلى أن يختفي تماما، لأن الرمد الربيعي ليس مرضا مزمنا، وبما أن الرمد ينتشر بصورة سهلة وسريعة، فإن السلامة الصحية هي خير وسيلة للعلاج، وبالتالي من المفيد اتباع الوقاية إن ثبت وجود العدوى لدى أحد أفراد العائلة وهي:
الامتناع عن لمس العين، غسل اليدين باستمرار، تغيير المناشف يوميا وعدم مشاركتها مع الغير، ارتداء الثياب مرة واحدة قبل غسلها، تغيير أغطية الوسائد كل ليلة، التخلص من مستحضرات تجميل العين، وخاصة المسكرة بعد عدة أشهر من استعمالها، عدم استعمال مستحضرات تجميل العين أو المناديل أو غيرها من الأغراض الشخصية الخاصة بالغير والابتعاد عن مسببات التحسس مثل الغبار، العطور، والبخور.