فيما استبشر أهالي وملاك مزارع وادي قرن بالسيل الكبير، بمشروع محطة تنقية مياه الصرف الصحي التابعة لميقات "قرن المنازل" بعد معاناتهم لسنوات طويلة من المياه الآسنة، التي تتدفق من الميقات وتصب في مزارعهم، إلا أنهم فوجئوا بأن المحطة لم تستوعب كميات المياه الناتجة، مما تسبب في عودة التلوث إلى المزارع والآبار.
ورغم محاولات عدة لـ"الوطن" للاستفسار عن أسباب تلك المشكلة وحلولها، من المدير العام لإدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف الشيخ عبدالعزيز المدرع، إلا أنه التزم الصمت، رافضا الرد على التساؤلات، مطالبا بمخاطبته عبر إرسال الأسئلة بواسطة "الفاكس"، ومع ذلك لم يرد حتى كتابة ذلك التقرير.
من جهتهم، شكا عدد من سكان السيل الكبير لـ"الوطن"، من انتشار الروائح الكريهة في المكان، لافتين إلى وجود تجمعات للبعوض الناقل للأمراض. وألمحوا إلى أن المياه الملوثة تهدد محاصيلهم الزراعية، لافتين إلى أن عددا من المزارعين رفضوا زراعة أراضيهم بسبب ذلك، متسائلين عن دور محطة التنقية التي أنشئت لحل مشكلة الصرف الصحي في الميقات.
وفي هذا السياق، قال محمد السيد: إن تسرب المياه الآسنة المستمر تسبب في نمو غابات من الأشجار عديمة الفائدة، خاصة في بحيرة الصرف الصحي، التي سبق وأن أشعل فيها مجهولون النار مرات عدة في ساعات الليل، مبينا أن الأدخنة غطت حينها سماء مسجد الميقات والمناطق المجاورة له، وذلك قبل أن يتدخل الدفاع المدني ويخمد النيران. وأضاف أن ضرر تلك المياه الملوثة لم يقتصرعلى البشر وإنما امتد إلى المواشي والطيور، التي تشرب منها في ظل جفاف الوادي من المياه الجارية. وبين أن مياه صرف الميقات تسربت إلى الآبار المجاورة، حيث تسببت في تلوث مياهها والخضروات التي تسقى منها، مؤكدا أنه لا يستطيع الأكل من تلك الخضروات، أو زراعة أعلاف للمواشي من تلك المياه.
فيما أبدى سامي الثبيتي، من سكان المنطقة، استغرابه من ضعف محطة تنقية الصرف الصحي وعدم استيعابها لكميات الصرف الصحي، موضحا أن تلك المياه أتت على بعض المزارع القريبة من المسجد.
أما المواطن عبدالله العتيبي، مالك إحدى المزارع المتضررة من مياه صرف الميقات، فأكد أن تلك المياه قضت على خصوبة التربة، إلى جانب تلويثها للبئر، مما تسبب في عدم استطاعته زراعة أرضه أو تأجيرها، خشية على تضرر الإنسان من المحاصيل التي تخرج منها.