لم يشفع لهجرة "سودة" الواقعة على بعد 28 كيلو مترا من الأحساء على طريق الخليج الدولي، قدمها التاريخي مقارنة ببقية أقرانها من الهجر والمراكز الأخرى، في تحسين واقعها الذي يعاني من انعدام الخدمات البلدية الأساسية، مثل السفلتة والإنارة والرصف ومشاريع المياه والصرف الصحي، بالرغم من وصول بعض الخدمات البلدية للهجر الأخرى، التي ليس لها بعد تاريخي أسوة بهجرة سودة.
ورغم تزايد السكان المطرد في الهجرة والذين يزيد عددهم عن 3 آلاف نسمة، إلا أنهم يعانون بشكل مستمر من الافتقاد الكلي للبنية التحتية، فجميع شوارعها غير معبدة، بما فيها المدخلان الرئيسيان للهجرة، وكذلك الطرقات الداخلية التي تحتاج لترتيب وسفلتة، إذ إن بعض وصلات الطرق الترابية في داخل الهجرة يصعب السير فيها بالسيارات مع انتشار المطبات والحفر العميقة، بجانب غياب أعمدة إنارة في جميع الشوارع، مما يحول ليل الهجرة إلى ظلام دامس يعكس معاناة الأهالي.
وأبان راشد المري "مواطن"، أن الهجرة بالرغم من محدودية مساحتها، وقلة الطرق فيها، إلا أنها غير معبدة تماما، وهي طرق ترابية، تشكلت من خلال حركة السيارات عليها، وتصبح متهالكة مع هطول الأمطار، والغوص في المستنقعات، إذ تشهد تجمعات مائية تصعب الحركة فيها، وتسببت في تلفيات في سيارات سكان وزوار الهجرة، وأصبح الجميع يتردد في شراء سيارة فارهة أو باهظة الثمن، وأنه عندما يحل المساء تبقى الهجرة كاملة في ظلام دامس إلا من عدد محدود من إضاءات المنازل لعدم وجود أعمدة إنارة.
وتساءل سالم المري من سكان الهجرة: أين مشاريع أمانة الأحساء في هجرة "سودة"، التي تعيش وضعا صعبا - على حد قوله - بسبب انعدام الخدمات والمشاريع وإهمال الجهات الحكومية لها، على الرغم من النداءات المتكررة والمراجعات المتكررة للمسؤولين في مختلف القطاعات الحكومية؟ وأضاف أن كثيرا من زوار الهجرة، بمجرد دخولهم إليها ينتقدون الحفر والأتربة وانعدام التطوير، لافتا إلى أن الحركة شبه معدومة خلال ساعات الليل بسبب الطرق الترابية غير الممهدة وعدم وجود أعمدة إنارة في الشوارع.
وأكد محمد المري "مواطن"، أن انعدام الخدمات والبنية التحتية في الهجرة من جهة، والآثار السلبية الناجمة عن "مرمى النفايات"، الذي لا يبعد سوى كيلو متر واحد عن الهجر من جانب آخر، تجعلان السكان يعانون من ملوثات هذا المرمى وانبعاث الدخان الكثيف، الذي يغطي سماء الهجرة خلال ساعات الليل بفعل إضرام النيران في مخلفات المرمى. وأبان أن بعض سكان الهجرة يعتمدون في توفر المياه لمنازلهم على المياه الجوفية، ووجود هذا المرمى بجوارهم، وما يحويه من أعمال طمر النفايات، وذلك بدفنها تحت الأرض، ينذر بكارثة صحية وبيئية قادمة في الهجرة وأهلها، جراء تشبع تلك المياه الجوفية بنواتج تلك النفايات المتراكمة في طبقات الأرض السفلية.
فيما يقول سعيد المري: إن بعض الأسر في الهجرة، أرهقتها مصاريف شراء ونقل المياه للشرب من موقع تعبئة المياه في طرف الهجرة إلى داخلها، إذ إن المياه الجوفية في الهجرة شبه كبريتية فهي غير صالحة للشرب، علاوة على افتقاد الهجرة لمشاريع الصرف الصحي.
بدوره، أوضح عضو المجلس البلدي في الأحساء عضو لجنة الخدمات في المجلس علي السلطان لـ"الوطن"، أن المجلس وقف ميدانيا على الهجرة، ورصد احتياجاتها من الخدمات البلدية المختلفة، من بينها حاجة الهجرة إلى أعمال سفلتة وإنارة عاجلتين، بجانب سفلتة مدخلي ومخرجي الهجرة، وهي ستكون من أولويات المشاريع في الهجرة، وهناك جدولة زمنية للمشاريع البلدية والخدمية الجديدة الأخرى. وأضاف أن المجلس وضع هذه الهجرة وهجر أخرى من ضمن الهجر التي تشملها خطط مشاريع البنية التحتية في الميزانيات المقبلة، مؤكدا أن المجلس البلدي يقدر بلا شك حاجة السكان في تلك الهجرة إلى هذه المشاريع التي وصفها بالضرورية، ولا سيما أنها صغيرة المساحة ومشاريعها ليست بالكبيرة والكثيرة، مما يسهل أمر الوفاء بها سريعا.