حذر مسلمو ميانمار من استمرار تعرضهم لأعمال عنف طائفية، واعتبارهم كبش فداء في بلاد تخوض مرحلة انتقالية سياسيا واجتماعيا.

وندد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أمس، بـ"النهج السلبي" لسلطات ميانمار في معالجة التوتر الديني، الأمر الذي يشجع المتطرفين على اعتباره "مباركة رسمية" لأعمالهم.

وحذر أوغلي، من اتساع دائرة العنف ضد المسلمين في ميانمار، لتطال مناطق أخرى متاخمة لها، في إشارة إلى اندلاع أعمال عنف على أيدي متطرفين بوذيين ضد مسلمي سريلانكا في جنوب شرق آسيا.

وقال أوغلي خلال اجتماع على مستوى وزراء خارجية لجنة الاتصال لبحث أوضاع مسلمي الروهينجيا: "إن هذا العنف دليل واضح على النهج السلبي للحكومة في معالجة التوترات العرقية والدينية التي اندلعت الصيف الماضي"، في إشارة إلى مواجهات بين البوذيين والمسلمين أودت بأكثر من 180 شخصا وهجرت 125 ألفا آخرين. وأضاف "رأى المتطرفون في هذا النهج مباركة رسمية لما يرتكبونه من فظاعات فاستمروا في جرائمهم، بل وسعوا نطاق أعمالهم إلى مناطق أخرى". وأكد "نتابع محنة المسلمين الروهينجيا وقد استنكرنا أشد الاستنكار السلوك المشين لحكومة ميانمار وتعاملها مع إخوتنا المسلمين وأخواتنا المسلمات هناك".

وكان رئيس ميانمار ثين سين، دعا إلى الوحدة في مواجهة أعمال العنف الدينية، منددا "بالنقاط السوداء" المتمثلة بـ"الانقسام والنزاعات وانعدام الاستقرار"، وذلك بمناسبة الاحتفال التقليدي بالسنة الجديدة أمس.

بدوره، أفاد رئيس المجلس الإسلامي للشؤون الدينية نيونت مايونج شين، أن "كل مسلمي ميانمار يشعرون بالقلق، كيف نعيش في مجتمع بوذي؟"، وتساءل "لماذا أصبحنا بهذا البؤس حتى يقتل رجالنا ونساؤنا وأطفالنا وطلابنا بهذه الوحشية؟، المسلمون هم كبش فداء هذه المرحلة الانتقالية بعد النظام العسكري الظالم".

أما العضو بإدارة منظمة للمدارس الإسلامية كيواو نيين، فقال: "إننا نعاني من الخوف والحزن والريبة"، مؤكدا "حتى وإن كانت الحكومة تريد مداواة هذا المرض فإن ذلك سيستغرق عقودا".