لدى سؤاله عن مواضع (كيف تحافظين على زوجك؟) يجيبك باحث جوجل بتوصله لحوالي 400,000 نتيجة في حين لو سألته عن مواضع (كيف تحافظ على زوجتك؟) لا يتمكن من تزويدك بأكثر من 190,000 نتيجة ثلاثة أرباعها عنوان مزدوج (كيف تحافظ على زوجتك؟ وكيف تحافظين على زوجك؟)!
و كذلك جاءت نتائج: كيف تسعدين زوجك؟ وكيف تسعد زوجتك؟ بفارق لا يقل عن النصف!
و الحق أنك تفاجأ بتفاؤل جوجل كثيراً لأنّ المتوقع أن تكون النتائج أقل بكثير من هذا الرقم الوردي!
هذا الميزان الهاوي في كفة واحدة صورة أقل من واقعية للمجتمع وحقيقة العلاقات فيه ، فالمرأة أحيانا تصل حد الهوس في محاولات ملاحقة عواطف زوجها ولملمتها ، فالمجتمع (بشواربه الغليظة ربّاها منذ الصغر على أن تطيلَ شعرها لتحظى بزوج و تتعلّم الطهي لتظفر بزوج وتمارس (الاتيكيت) لتلفت نظر أمّ الزوج، وعندما تفلح محاولاتها وتتزوج تكبر المهمة وتتحول للمحافظة على هذا الزوج، كيف تمنعينه من النظر لسواك؟ كيف تكونين جديدة في عينه كل يوم؟ كيف تكسبين زوجك؟ كوني له أربعا حتى لا يتزوج عليك، تساؤلات هستيرية تكشف توتّر الحياة و قلقها وانعدام الثقة بالنفس وبالآخر، وتعطّل قدرات وأوقات المرأة التي يمكن أن تستغل في ناتج أكثر نفعا لها في دنياها وأخراها، وعلى الجهة المقابلة شريك لا يتردد في إعلان ضيقه من هذه (النشبة)، ويتملل من هذه (العلة التي اشتراها من حلاله)!
والمتابع للمقترحات والمخططات التي تشغل (المسكينات) لمنع عواطف الزوج من التسرب للخارج، وكبح عينيه عن النظر للغير يشعر بالشفقة الكبيرة عليهن، وجاء المسيار والنهار و(الفوشار) فسلب من عيونهنّ النوم ومن قلوبهنّ الاطمئنان، حتى لتخشى عليهن من تحول الأمر لإصابات نفسية لا يرجى برؤها!
و فيما يرويه العامة عن هذه الظاهرة من طرائف أن الذي يقترب من قسم النساء في ساحة الحرم يسمع (سخسخسخ) فإذا شنف أذنيه سمعهن يتوسلن الله – جل وعلا – أن يسخّر لهنّ أزواجهنّ، والحقيقة أن كثيرات منهن ينطقنها بالصاد (يصخر) فاستجاب الله وصار الزوج جلمود صخر حطه السيل من عل!
وننتهي بسؤال مر يطرحه الوجع: المرأة بهذا الضعف وهذا القلب القلق والعين الساهرة كيف تربي الأطفال وتغرس فيهم الطمأنينة والاستقرار النفسي وهي متوترة على مدار الساعة؟!